المملكة الْعَرَبيَّة السعودية
جامعَة أم الْقرى
مَرْكَز الْبَحْث العلمي وإحيَاء التراث الإسلامي
كليّة الشريعَة والدّراسَات الإسلاَمية - مكَة المكرمة
منَ التّراثِ الإسْلاَمي
الْكتاب الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ
المَّجْموعُ المُغِيثْ
فِي غَرِيَبي القُرآنِ والحَّدِيثِ
تأليف
الإمَام الحَافظ أبي مُوسَى مُحَمَّد بْن أبي بكر بن أبي عِيسَى الْمَدِينِيّ الأصْفهاني الْمُتَوفَّى سنة ٥٨١ هـ
تَحْقِيق
عَبد الْكَرِيم العزبَاوي
Page inconnue
حُقُوق الطَّبْع مَحْفُوظَة
لمركز الْبَحْث العلمي وإحياء التراث الِإسلامي
الطبعة الأولى
١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م
دَار الْمدنِي
للطباعة والنشر والتوزيع
جدة: ص. ب: ١٨٤٨٥ - ت: ٦٤٣٢٣٦٢
مقدمة / 2
المَّجْموعُ المُغِيثْ
فِي غَرِيَبي القُرآنِ والحَّدِيثِ
مقدمة / 3
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
مقدمة / 4
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله حقّ حمده، والصلاة والسلام على أشرف خلقه محمدٍ المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعدُ: فإنّ أشرف الألفاظ ألفاظ كتاب الله جلّ ثناؤه، ثم ألفاظ أحاديث نبيّه محمّدٍ ﷺ وآثار أصحابه ﵃ أجمعين. ولا شك أن كلام رسول الله " ﷺ " أفصح الكلام ولغته من أفصح الّلغات. إلا أنه بعد تقادم الزَّمان وفساد الألسنة صار كثير من ألفاظ حديثه ﷺ يحتاج إلى شرح وتفسير فاعتنى بها العلماء وشرحوها وفسَّروها في كتب خصصت بذلك.
وضمن اختيارات مركز البحث العلمي وإحياء التراث الِإسلامي بكلية الشريعة والدراسات الِإسلامية بجامعة أم القرى بمكة المكرمة لنوادر كتب التراث الإسلامي التي يقوم بتحقيقها ونشرها وقع اختيار مجلس المركز لكتاب: "المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث" لمؤلفه الحافظ أبي موسى محمد بن أبي بكر بن عمر المديني الأصفهاني المتوفى سنة ٥٨١ هـ الذي أكمل كتاب "الغريبين" لأبي عُبَيْدٍ الهرويّ المتوفى سنة ٤٠١ هـ.
وذلك لأهميَّة هذا الكتاب من بين كتب الغريب، وقد أدرك الإمام [مجد] الدين المبارك بن محمد بن الأثير الجزريّ المتوفى ٦٠٦ هـ أهمية هذا الكتاب فجعله أحد روافد كتابه المشهور "النهاية في غريب الحديث والأثر".
وقد أثنى العلماء - قديمًا - على أبي موسى المديني وعلى كتابه هذا قال السَّمعاني: "سمعت من أبي موسى وكتب عنّى وهو ثقة صدوق".
وقال الحافظ ابن النجار: "انتشر علم أبي موسى في الآفاق ونفع الله به المسلمين، وأجتمع له ما لم يجتمع لغيره من الحفظ والعلم والثِّقة والِإتقان والصلاح وحسن الطريقة وصحة النَّقل".
مقدمة / 5
أمّا كتابه فقال عنه ابن الأثير: "وجدته غاية في الحسن والكمال وقال الحافظ الذَّهبيّ: "يدل على براعته في لسان العرب".
وقد أبدى المركز اهتمامًا ظاهرًا في كتب غريب الحديث فتم طبع غريب الحديث للخطابي ٣٨٨ هـ ثم منال الطالب في شرح طوال الغرائب لمجد الدين ابن الأثير ٦٠٦ هـ. وتلاهما المجلدة الخامسة من غريب الحديث لأبي إسحاق الحرْبي ٢٨٩ هـ. ثم تلاها كتابنا هذا.
وقد أحال المركز تحقيق هذا الكتاب إلى الأستاذ عبد الكريم إبراهيم العزباوى، أحد الباحثين المفرغين للعمل في المركز. وقد بذل الأستاذ في إخراج هذا الكتاب جهودًا مشكورة أجزل الله له المثوبة.
وفي الوقت الذى أقدّم به هذا الكتاب إلى طُلاب العلم والمعرفة من محبّي تراث أمتنا الِإسلامية الخالدة أمد يد الضراعة إلى الله جلت قدرته أن يرحم مؤلف هذا الكتاب وأن ينفع بعمله، وأن يجعل جهودنا المبذولة في إخراجه خالصة لوجهه الكريم.
مدير مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي
بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية
بجامعة أم القرى
د. عَبد الرحمن بن سليمان العثيمين
مقدمة / 6
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
تقديم
الحمد لله والصّلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد ﷺ وعلى أصحابه والتابعين، وبعد:
فقد (١) سَلِمت اللغة العربية الفصحى في عهد رسول الله ﷺ إلى حين وفاته، وجاء عصر الصحابة، ﵃ سالكًا النهج الذى قبله، حيث كان اللسان العربي صحيحا ليس فيه خلل، إلى أن فتحت الأمصار، وخالط العَربُ أجناسًا أخرى من الفرس والروم والنبط والحبش ممن فتح الله على المسلمين بلادهم، فاختلطت الأمم، وامتزجت الألسن. وتداخلت اللغات، ونشأ بينهم الأولاد، فأصبح اللحن في الكلام فاشيا، وبخاصة في البيت والشارع؛ وذلك لكثرة الأعاجم، ثم انتقل إلى العلماء، فأصبح أمرًا عاديا، وعَدُّوا من يتكلّم بالفصحى متكلّما على النَّمَط البدوى، ومن أجل هذا نشأ الخلاف بين مَنْ لا تهمهم القواعد النحوية وبين المحافظين عليها. وربّما كان هذا هو السبب الذى دعا بعض العلماء إلى وضع كتب في لحن العوام، تُنَبِّه إلى هذه الأخطاء، وكُتُبٍ أخرى تقوم بجمع الغريب من القرآن الكريم، وأحاديث الرسول ﷺ وصحابته والتابعين لتفسير الغامض من ألفاظهما، وتوضيح المُشكِل من معانيهما خدمةً للغة والدِّين جميعا.
وإنّا لذاكرون هنا تقدمةً لنشأة كتب غريب القرآن وتطورها، والعلماء
_________
(١) انظر مقدمة غريب الحديث للِإمام الخطابي.
مقدمة / 7
الذين قاموا بتأليف هذه الكتب، ثم نُتْبِعها بكلمة أخرى مماثلة بالنسبة لغريب حديث رسول الله ﷺ. ثم نذكر بعد ذلك مَرحلَة الجمع بين غريبى القرآن والسنة في كتاب واحد فنقول:
أمّا بالنسبة (١) لغريب القرآن، فأوّل مَنْ يُعزَى إليه كتاب في غريب القرآن: هو عبد الله بن عباس (ت: ٦٨ هـ) وهو يضمّ بعض الأقوال التي قالها ابن عباس في تفسير الغريب من ألفاظ القرآن، ولم يكن هو الذي دَوّنها في كتاب، وإنما دَوّنها بَعضُ رواة هذه الأقوال. وكان يعتمد على الشعر في تفسير ألفاظ القرآن الكريم.
ثم صنّف أبو سعيد أَبَان بن تَغْلب بن رِيَاح البَكْرِى (ت: ١٤١ هـ) كتابا (٢) في غريب القرآن، وذَكَر شواهدَه من الشعر.
ثم ألَّف في غريب القرآن من اللغويين أبو فيد مُؤرِّج السّدوسي (ت: ١٩٥ هـ) كتابا في غريب القرآن، ولكنه لم يصل إلينا.
ثم تعاقبت التآليف في غريب القرآن، فَمِن مؤلّفِي القرن الثالث: أبو محمد يحيى بن المبارك اليَزِيدىّ (ت: ٢٠٢ هـ)، والنَّضْر بنُ شُمَيل (ت: ٢٠٣ هـ)، وأبو عبيدة معمر بن المثنى (ت: ٢١٠ هـ)، والأخفش الأوسط: سعيد بن مسعدة (ت: ٢٢١ هـ)، وأبو عبيد: القاسم ابن سلام (ت: ٢٢٤ هـ)، ومحمد بن سلام الجُمَحِىّ (ت: ٢٣١ هـ)، وأبو عبد الرحمن: عبد الله بن محمد العدوي، المعروف بابن اليَزِيدي، تِلميذ الفَرّاء، وابن قتيبة (ت: ٢٧٦ هـ)، وثعلب (ت: ٢٩١ هـ).
ومنهج كتاب ابن قتيبة خليط من منهجي كتب اللغة، كتب التفسير، فهو يضم ظَواهرَهما معًا، فبينما يفسّر الألفاظ لغويا، ويستشهد عليها بالشعر
_________
(١) انظر كتاب المعجم العربي للدكتور حسين نصار.
(٢) معجم الأدباء لياقوت ١/ ١٠٨.
مقدمة / 8
والأحاديث وأقوال العرب يفسِّرها قرآنيا فيبيِّن في السُّوَر المدنيَّ من المَكِّيَّ أحيانا، ويقتبس أقوال مشهوري المفسرين.
وعُزِى إلى بعض مَن تُوفِّى في القرن الرابع كتب في غريب القرآن أيضا، وأشهرهم: أبو طالب المُفَضَّل بن سَلَمَة (ت: ٣٠٨ هـ)، وابن دريد (ت: ٣٢١ هـ)، ولم يتم كتابه، وأبو زيد: أحمد بن سهل البلْخِىّ (ت: ٣٢٢ هـ)، ومحمد بن عثمان الجَعْد (ت: ٣٢٢ هـ)، ونِفْطوَيه (ت: ٣٢٣ هـ) ومحمد بن عُزَيْز السِّجِسْتاني (٣٣٠ هـ)، وأبو عُمَر: محمد ابن عبد الواحد الزّاهد (٣٤٥ هـ)، وأبو بكر محمد ابن الأنصارى النَّقّاش (ت: ٣٥١ هـ).
ووصل إلينا من كتب هذا القرن كتابُ ابن عُزيْز، الذي روى أبو البركات الأنبارى في نزهة الأَلِبَّاء: أنه صنَّفه في خمس عشرة سنة، وكان يقرؤه على شيخه أبي بكر ابن الأنباري، فكان يُصْلِح له فيه مواضعَ. وقد طبع هذا الكتاب سنة ١٩٣٦ م وعنوانه: "نزهة القلوب" ويختلف عن غريب ابن قتيبة كلَّ الاختلاف، فلا مقدّمة له يشرح فيها مَنهجَه ولا أقسامَ به، وإنما الألفاظ الغريبة تُرتَّب وفقا للحرف الأوّل منها وحده، وكان ابنُ عُزَيْز يقَسِّم الحرفَ الواحد في ترتيبه إلى ثلاثة أبواب، فيقدّم المفتوح، ثم المضموم، ثم المكسور، ولا يعتبر الحرف الثاني وما بعده، فيورد الألفاظ المبدوءة بالحرف الواحد مختلطة في غير نظام، والتفسير لغوي يكاد يكون خالصا، والألفاظ تُفسَّر تفسيرًا مختصرًا، لا تَرِد فيه أسماء اللغويين ولا المفسرين ولا الشواهد.
ومن مؤلّفي غريب القرآن الذين توفوا في القرن الخامس: أحمد بن محمد المرزوقي (ت: ٤٣١ هـ)، ومكي بن محمد القيسي (ت: ٤٣٧ هـ)، ومحمد ابن يوسف الكفرطابي (ت: ٤٥٣ هـ) ...
مقدمة / 9
وأَلَّف في الغريب في أوائل القرن السادس الراغب الأصفهاني (ت: ٥٠٢ هـ) أبو القاسم حسين بن محمد (١)، ووصل إلينا كتابه: "المفردات في غريب القرآن" وطبع سنة ١٣٢٤ هـ، ثم أعيد طبعه، وقدّم الراغب بين يدَى كتابه مقدمة طويلة ذكر فيها: أهمية معرفة ألفاظه، وتَعرَّض لمنهجه، حيث يقول: "ذكَرتُ فيه مفردات ألفاظِ القرآن على حروف التَّهجِىّ، فقدّمت ما أَوَّله الألف، ثم الباء، على ترتيب حروف المعجم معتبرًا أوائل حروفه الأصلية، دون الزوائد، والِإشارة فيه إلى المناسبات التي بين الألفاظ المستعارات منها والمشتقّات، حسبما يحتمل التوسع في هذا الكتاب".
وكان هذا الترتيب أَيسر ترتيب وصل إليه العرب، وأُعجِبوا به كلّ الِإعجاب .. أمّا علاجه للألفاظ فكان لغويا، راعَى فيه التفسير الواضح، والالتفات إلى بعض المشتقات، والِإتيان بالشواهد من الحديث والشعر، والتزم إيراد ما يؤخذ من اللفظ من مجاز وتشبيه ... وقد أصبح هذا الكتاب علما بارزًا في هذا الفرع من العلوم، بفضل ترتيبه وعلاجه الاستعمال المجازي، وهو أشبه ما يكون بمعجم كاملٍ للألفاظ القرآنية.
وأمّا الحديث (٢) فقيل: إن أوّل من جمع في هذا الفنّ شيئا وألّف: أبو عبيدة معمر بن المثنى، فجمع من ألفاظ غريب الحديث والأَثر كتابًا صغيرًا ذَا أوراقٍ معدودات، ولم تكن قِلَّتُه لجهله بغيره من غريب الحديث، وإنّما كان ذلك لأَمرين:
أحدهما: أنّ كلّ مبتديء لشيءٍ لم يُسْبَق إليه، ومبتدعٍ لأَمرٍ لم يتقدَّم فيه عليه فإنه يكون قليلًا ثم يكثر، وصغيرًا ثم يكبر.
_________
(١) من كتبه: محاضرات الأدباء، وجامع التفاسير (عن روضات الجنات / ٢٤٩).
(٢) انظر مقدمة غريب الحديث للخطابي، ومقدمة النهاية لابن الأثير.
مقدمة / 10
الثاني: أنّ الناس يومئذ كان فيهم بقيَّة، وعندهم معرفة.
ثم جمع أبو الحسن النَّضْر بن شُمَيْل المازنى بعد كتابًا في "غريب الحديث" أكبرَ من كتاب أبي عبيدة وشرح فيه وبَسَط على صغر حجمه ولطفه.
ثم جمع عبد الملك بن قُرَيْب الأصمعي - وكان في عصر أبي عبيدة وتأخّر عنه - كتابا أحسن فيه الصنع وأجاد، ونيَّف على كتابه وزاد. وكذلك محمد بن المستنير المعروف بقطرب، وغيره من أئمة اللغة والفقه، جمعوا أحاديث تكلّموا على لغتها ومعناها في أوراق ذات عدد، ولم يكد أحدهم ينفرد عن غيره بكثير حديث لم يذكره الآخر.
واستمرت الحال إلى زمن أبي عبيد القاسم بن سلام وذلك بعد المائتين، فجمع كتابَه المشهور في "غريب الحديث والآثار" الذي صار، وإن كان أخيرًا، أَوّلًا؛ لِمَا حواه من الأحاديث والآثار الكبيرة، والمعاني اللطيفة، والفوائد الجمّة، فصار هو القدوة في هذا الشأن، فإنه أفنى فيه عمره، وأطاب به ذكره، حتى لقد قال فيما يُروى عنه: "إني جمعت كتابي هذا في أربعين سنة، وكان خلاصة عمري". تَتَبَّع أحاديث رسول الله ﷺ على كثرتها، وآثار الصحابة والتابعين حتى جمع منها ما احتاج إلى بيانه بطرق أسانيدها، وظنّ ﵀ أنه قد أتى على معظم غريب الحديث وأكثر الآثار، وبقى كتابه في أيدي الناس يرجعون إليه، ويعتمدون في غريب الحديث عليه إلى عصر أبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري وصنف كتابه المشهور "في غريب الحديث والآثار" حذَا فيه حذوَ أبي عبيد، ولم يودعه شيئا من الأحاديث المودعة في كتاب أبي عبيد إلاّ ما دعت إليه حاجته من زيادة شرح وبيانٍ، أو استدراك، أو اعتراض، وجاء كتابه مثل كتاب أبي عبيد أو أكبر منه.
وقد كان في زمانه الإمام إبراهيم بن إسحاق الحربي (ت: ٢٨٥ هـ)
مقدمة / 11
وجمع كتابه المشهور في غريب الحديث، وهو كتاب كبير ذو مجلدات عِدَّة، جمع فيه وبسط القول وشرح، واستقصى الأحاديث بطرق أسانيدها، وأطاله بذكر متونها وألفاظها، وإن لم يكن فيها إلا كلمة واحدة غريبة، فطال بذلك كتابه، فتُرِك وهُجِر بسبب طوله، وإن كان كثيرَ الفوائد، جَمَّ المنافع، فإن الرجل كان إماما حافظا مُتقِنا، عارفًا بالفقه والحديث، واللغة والأدب.
ثم صنّف العلماء غيرُ مَن ذكرنا في هذا الفنّ تصانيفَ كثيرة، منهم شَمِر ابن حَمْدَوَيْه، وأبو العباس أحمد بن يحيى اللغوي المعروف بثعلب، وأبو العباس محمد بن يزيد الثُّمالي المعروف بالمُبَرِّد، وأبو محمد بن القاسم الأنباري، وأحمد ابن الحسن الكندي، وأبو عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد، صاحب ثعلب، وغير هؤلاء من أئمة اللغة والنحو والفقه والحديث.
واستمرت الحال إلى عهد الِإمام أبي سليمان حَمْد بن محمد بن إبراهيم الخَطّابي البستي (ت: ٣٨٨ هـ) وألّف كتابه المشهور في "غريب الحديث"، وسلك فيه نهج أبي عبيد، وابن قتيبة، ولقد قال يصف كتابه:
"وأمّا كتابنا هذا، فإني ذكرت فيه ما لم يرد في كتابيهما، فصرفت إلى جمعه عنايتي، ولم أزل أتتبع مَظانَّها، وألتقط آحادَها حتى اجتمع منها ما أحبَّ الله أن يوفّقِ له، وأتسق الكِتابُ فصار كنحو من كتاب أبي عبيد أو كتاب صاحبه".
فلمّا كان (١) زمن أبي عبيد أحمد بن محمد الهروي (ت: ٤٠١ هـ) صنّف كتابه المشهور السائر في الجمع بين غريبي القرآن العزيز والحديث الشريف، وذلك حيث يقول: "وكنت أرجو أن يكون سبقني إلى جمعهما، وضمّ كلّ شىء إلى لِفْقِه (٢) منهما على ترتيب حسن واختصار كاف، سابق،
_________
(١) انظر مقدمة كتاب الغريبين لأبي عبيد الهروي.
(٢) في الأساس (لفق)،: تلافق القوم: تلاءمت أحوالهم، وهذا لِفْق فَلانٍ.
مقدمة / 12
فكفاني مؤونَةَ الدّأب، وصعوبة الطلب، فلم أجد أحدًا عمل ذلك إلى غايتنا هذه".
ورتّبه مقفّى على حروف المعجم على وضع لم يسبق في غريب القرآن والحديث إليه، فاستخرج الكلمات اللغوية الغريبة من أماكنها، وأثبتها في حروفها، وذكر معانيها، إذ كان الغرض والمقصد من هذا التصنيف معرفة الكلمة الغريبة لغةً وإعرابًا ومعنىً، لا معرفة متون الأحاديث والآثار وطُرُق أسانيدها وأسماء رُواتها، فإنّ ذلك علم مستقل بنفسه مشهور بين أهله.
وفي زمن (١) الِإمام أبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري (ت: ٥٣٨ هـ) صنَّف كتابه المشهور في غريب الحديث وسمّاه الفائق، فكان فائقا في مادّته، ووضَّح ما تناوله من غريب الحديث توضيحًا، ورتَّبه على وضع اختاره مُقَفًّى على حروف المعجم، ولكن في العثور على طلب الحديث منه كُلفَة ومشقّة، وإن كانت دون غيره من متقدم الكتب، لأنه جمع في التقفية بين إيراد الحديث مسرودًا جميعه أو أكثره أو أقلّه، ثم شرح ما فيه من غريب، فيجيء شرح كلّ كلمة غريبة يشتمل عليها ذلك الحديث في حرف واحد من حروف المعجم، فَتَرِدُ الكلمة في غير حروفها، وإذا تطلبها الِإنسان تعب حتى يجدها، فكان كتاب أبي عبيد الهروى أقرب متناولًا وأسهل مأخذا، وإن كانت كلماته متفرقة في حروفها، وكان النفع به أَتمّ، والفائدة منه أَعمّ.
فلما كان زمن الحافظ الِإمام أبي موسى محمد بن أبي بكر بن أبي عيسى المديني الأصفهاني، وكان إمامًا في عصره، حافظًا مُتقنًا تُشدَّ إليه الرحال، وتناط به من الطلبة الآمال ألَّف كتابه: "المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث" على ترتيب كتاب أبي عبيد سواء بسواء، وسلك طريقه حَذْوَ النَّعل بالنّعل في إخراج الكَلِم في الباب الذي يليق بظاهر لفظها، وإن كان اشتقاقها مخالفًا لَها.
_________
(١) انظر مقدمة كتاب النهاية لابن الأثير.
مقدمة / 13
وهذا الكتاب هو الذي نقوم بتحقيق نَصّه بتكليفٍ من "مركز البحث العلمي وإحياء التراث الِإسلامي" بجامعة أم القرى، ويجدر بنا والحالة هذه أن نقول كلمة عن مؤلّف الكتاب الِإمام الحافظ أبي موسى المديني. فنبدأ وبالله التوفيق.
* * *
مقدمة / 14
أبو موسى المديني الأصفهاني (١)
الِإمام العلامة الحافظ الكبير الثّقة شيخ المحَدّثين أبو موسى محمد بن أبي بكر عمر بن أبي عيسى أحمد بن عمر بن محمد بن أبي عيسى المديني الأصفهاني الشافعي.
صاحب التصانيف، مولده في ذي القعدة سنة إحدى وخمسمائة، ومولد أبيه المقريء أبي بكر سنة خمس وستين وأربعمائة، حَرَص عليه أبوه، وسمَّعه حضورا، ثم سمَّعه كثيرا من أصحاب أبي نعيم الحافظ وطبقتهم، وعمل أبو موسى لنفسه مُعجَمًا لنفسه روى فيه عن أكثر من ثلثمائة شيخ. ذكر منهم أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي في سير أعلام النبلاء: أبا سعد محمد ابن محمد المُطَرِّز حضورا وإجازة، وأبا منصور محمد بن عبد الله بن مندويه، وغانم ابن أبي نصر البُرْجِيّ، وأبا عليًّ الحدَّادِ فأكثر جدًّا، والحافظ هبة الله بن الحَسَنِ الأَبَرْقُوهِيَّ، والحافظ يحيى بن مَنْدَةَ، والحافظ محمد بن طاهر المَقْدسِي [ويعرف بابن القَيْسَرانِي]، وأبا العباس أحمد بن الحسين بن أبي ذَرًّ، ومحمد بن إبراهيم الصَّالْحانيّ، وابن عَمِّه أبا بكر محمد بن أبي ذر، خاتمة مَن رَوَى عن
_________
(١) جاءت ترجمته في المصادر التالية: سير أعلام النبلاء للذهبي (مخطوط) جـ ١٣ - ١/ ٦٢ - ٧٢ والجزء ٢١/ ١٥٢ ط بيروت ١٤٠٤ هـ - ١٩٨٤ م تاريخ الِإسلام للذهبي (مخطوط) لوحة: ٩٧، ذيل تاريخ مدينة السلام (بغداد) لابن الدبيثي ٢/ ٩٨، تذكرة الحفاظ للذهبي ٤/ ١٣٣٤، وفيات الأعيان لابن خلكان ٧/ ٣٣٠، الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي ٤/ ٢٤٦، كتاب الروضتين لأبي شامة ٢/ ٦٨، طبقات الشافعية الكبرى ٦/ ١٦٠، البداية والنهاية لابن كثير: إسماعيل بن عمر ١٢/ ٣١٨، النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة لابن تغرى بردى ٦/ ١١، غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري ٢/ ٢١٥، شذرات الذهب لابن العماد ٤/ ٢٧٣، إيضاح المكنون للبغدادي ١/ ٤٧٢، ٢/ ٤٠٥، هدية العارفين للبغدادي ٢/ ١٠٠، ١٠١، كشف الظنون لحاجي خليفة في صفحات كثيرة مختلفة ذكرناها في مؤلفاته، طبقات الحفاظ للسيوطي / ٤٧٥، تاريخ ابن الوردي ٢/ ٩٥، العبر للذهبي ٤/ ٥٤٦، المختصر في أخبار البشر لأبي الفداء ٣/ ٧٠، مرآة الجنان لليافعي ٣/ ٤٢٣، ٤٢٤، معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة ١١/ ٧٦، الأعلام للزركلي ٧/ ٢٠٢، ٢٠٣.
مقدمة / 15
أبي طاهرِ بن عبد الرحيم، وأبا غالب أحمد بن العبّاس بن كُوشيذ، وإبراهيم بن أبي الحسين بن أَبرويه، سِبْط الصالحانيَّ، وعبد الواحد بن محمد الصبَّاغ، وأبا الفتح إسماعيل بن الفضل السَّراج، والحافظ أبا القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل التَّيْميّ، لازَمَه مدّة، وتخرَّجَ به، وأبا طاهر إسحاق بن أحمد الراشتينانيّ، والواعظ تميم بن عليّ القَصَّار، والرئيس جعفر بن عبد الواحد الثقفيّ، وأبا محمد حمزة بن العبّاس العلوىّ، وأبا شُكرٍ حَمْدِ بن علي الحبَّال، وأبا الطّيبِ حبيب بن أبي مسلم الطِّهرانيَّ، وأبا الفتح رجاء بن إبراهيم الخبَّاز، وطلحة بن الحُسَيْن بن أبي ذرٍّ الصَّالْحانيَّ، وأبا القاسم طاهر بن أحمد البَزَّار، والحافظ أبا الخير عبد الله ابن مرزوق الهَرَوِىّ، وأبا بكر عَبد الجبار بن عُبَيْد الله ابن فُورويه الدَّلَّال، من أصحاب أبي نُعَيْم، وأبا نهشل عبد الصمد بن أحمد العَنْبَرِىّ، ومحمود بن إسماعيل الصَّيْرَفيّ الأَشْقَر، والهيثم بن محمد بن الهيثم الأَشْعَرِيّ، وخُجَسْتة بنت علي بن أبي ذَرٍّ الصالحانيَّة، وأمّ الليث دَعْجاء بنت أبي سهل الفضل بن محمد، وفاطمة بنت عبد الله الجُوْزدَانِيّة.
وارتحل فسمع من أبي القاسم بن الحُصَيْنِ، وهبة الله بن أحمد الحريري (١)، وقاضي المارستان أبي بكر، وأبي الحَسَنِ ابن الزاغونىّ، وأبي العِزّ ابن كادِشِ، وخلقٍ سواهم (٢).
ويستأنف الِإمام الذهبي الكلام عن أبي موسى فيقول:
وصنّف كتاب الطوالات في الأحاديث في مجلدين، وكتاب اللطائف في رواية الكبار ونحوهم عن الصغار، وكتاب عوالى التابعين يُنبِيء عن تقدُّمِه في معرفة العالي والنازل، وكتاب تضييع العمر والأيام في اصطناع المعروف إلى اللئام،
_________
(١) سير أعلام النبلاء المطبوع / ١٥٤: هبة الله بن أحمد بن الطَّبر.
(٢) نكتب عن ثلاثة منهم بشيء من التوسع إن شاء الله لتعرف مدى مكانة هؤلاء الشيوخ.
مقدمة / 16
وأشياء كثيرة، نذكر شيئا منها عند تعداد مؤلفاته إن شاء الله.
هذا وقد حَفِظ كتابَ علوم الحديث للحاكم وعَرَضَه على شيخه: قوام السنة: الحافظ إسماعيل التَّيمىِّ.
وحدّث عنه: أبو سَعْدٍ السَّمْعانيُّ، وأبو بكر محمد بن الحازِميُّ، وأبو محمد عبد الغني بن عبد الواحد المَقْدِسيُّ (١)، وأبو محمد عبد القادر بن عبد الله الرُّهَاوِىُّ، ومحمد بن مكِّيًّ الأَصبهانِيّ، وأبو نجيحِ بن معاويةَ، والناصِحُ عبد الرحمن بن الحنبليّ.
ولو سَلِمَتْ أصفهانُ من سيفِ التّتَار سنة اثنتين وثلاثين وستمائة لعاشَ أصحابُ أبي موسى إلى حدود نيفٍ وستين وستمائة.
وقد رَوَى عنه بالِإجازة: عبد الله بن بركات الخُشُوعِيُّ وطائفةٌ.
قال أبو سعد السَّمْعانِيُّ: سَمِعتُ من أبي موسى، كتَبَ عنِّى، وهو ثقةٌ صدوقٌ.
وقال الحافظ عبد القادر الرُّهَاوِىّ: حصل أبو موسى من المسموعات بأصبهان ما لم يتحَصَّل لأحدٍ في زمانِه، وانضمَّ إلى كثرة مسموعاته الحِفظُ والِإتقان.
وله التصانيف التي أربَى فيها على المُتقدّمين مع الثقة، وتعفّفه الذي لم نره لأحدٍ من حفاظ الحديث في زماننا. وكان له شيء يسير يكتسب منه ويُنفِقُ على نفسه، ولا يقبلُ من أحدٍ شيئا قطُّ. أوصى إليه غيرُ واحدٍ بمال فيردَّه، وكان يقال له: فرِّق على مَن تَرَى، فَيَمتنع، وكان فيه من التواضع بحيث أنه يُقرِيء الصغيرَ والكبيرَ، ويُرشِدُ المبتديء.
ويقول تلميذه الحافظ الرُّهَاوِىّ: رأيته يُحَفِّظُ الصَّبيانَ القرآن في الألواح.
_________
(١) نتكلم عن هؤلاء التلاميذ بشيء من التوسع إن شاء الله لتقف أيها القاريء الكريم على مدى تأثير الإمام الجليل في تلاميذه.
مقدمة / 17
وكان يَمنعُ مَنْ يمشي معه، فَعَلْتُ ذلك مَرّةً فزَجَرني وتردَّدتُ إليه نحوًا من سنة ونصف، فما رأيتُ منه، ولا سمعتُ عنه سقطةً تُعابُ عليه.
ويستأنف الذهبي كلامه فيقول: كان أبو مسعود كُوتاه (ت: ٥٥٣ هـ) يقول: أبو موسى كَنْزٌ مَخْفِىّ.
وسمعتُ شيخَنا العلامة أبا العباس بن عبد الحليم يُثْنِي على حفظ أبي موسى، ويُقدّمه على الحافظ ابن عساكر باعتبار تصانيفه ونفعها.
وقال ابن النجار: انتشر عِلْمُ أبي موسى في الآفاق، ونفع الله به المسلمين، واجتمع له ما لم يجتمع لغَيْره من الحِفظ والعلم والثّقة والإتقان والصلاح، وحُسْن الطريقة، يصحة النقل. قرأ القرآن بالروايات، وتفقّه للشافعي، ومهر في النحو واللغة، وكتب الكثير.
رحل إلى بغداد، وحجّ سنة أربع وعشرين وخمسمائة، وسنة اثنتين وأربعين وخمسمائة.
وقال إسماعيل التَّيميّ شَيخُه لِطالب عِلْم: الْزَم الحافِظَ أبا موسى فإنَّه شاب مُتقِن.
وقال محمد بن محمود الُرَّوَيْدَشْتِيُّ: صنَّف الأئمة في مناقب شيخنا أبي موسى تَصانيفَ كثيرة.
وقد توفّى الحافظ أبو موسى في تاسع جمادى الأولى سنة إحدى وثمانين وخمسمائة. وكان يومئذ حافظ المشرق، وفي هذه السنة مات حافظ المغرب أبو محمد عبد الحقّ بن عبد الرحمن الأزدىُّ مُصنِّف الأَحكام، وعالم الأندلس الحافظ أبو زيد عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد بن أَصْبَغ الخَثْعَمِيّ السُّهَيْلِيّ المالَقِيّ الضّرِيرُ، صاحب "الرَّوْضِ الأُنُف".
رأى علماء آخرين فيه:
١ - قال ابن الأثير، مجد الدين أبو السعادات (ت: ٦٠٦ هـ): "كان أبو موسى المديني إماما في عصره، حافظًا متقنا تُشَدُّ إليه
مقدمة / 18
الرحال، وتُناطُ به من الطلبة الآمال" (١).
٢ - وقال ابنُ الدُّبَيْثِيّ مُحمدُ بنُ سَعِيد (ت: ٦٣٧ هـ): "أبو موسى المديني حافظ للقرآن المجيد، له معرفة بالأدب، قد سمع الكثير، وكتب بخطه، ورحل وطلب العلم، ولقى الشيوخ والحفاظ، وعاش حتى صار أوحد وقته، وشيخ زمانه إسنادًا وحفظا" (٢).
وقال أيضا (٣): "سمعت أبا بكر، محمد بن موسى الحازمي ببغداد مرارًا يذكر الحافظ أبا موسى المديني، ويثنى عليه الثناء الحسن، ويصفه بالحفظ والمعرفة، وحسن السمت والطريقة.
وقالَ أيضا (٤): كتب إليّ أبو غانم المهذب بن الحسن الواعظ من أصبهان يقول: "الحافظ أبو موسى المديني من الحفاظ المتقنين، وتصانيفه كثيرة ومسموعاته".
٣ - وقال أبو شامة، عبد الرحمن بن إسماعيل (ت: ٦٦٥ هـ): "أبو موسى المديني محدّث مشهور، وله تصانيف كثيرة (٥) ".
٤ - وقال ابن خلكان (ت: ٦٨١ هـ): "كان الحافظ أبو موسى المديني إمام عصره في الحفظ والمعرفة، وله في الحديث وعلومه تآليف مفيدة، قرأ القراءات، وتفقَّه على مذهب الشافعي على أبي عبد الله الحسن بن العباس الرُّسْتمِي، وقرأ النحو واللغة حتى تمهّر فيهما، وله التصانيف المفيدة "منها:
_________
(١) مقدمة كتاب النهاية/ ٩.
(٢) ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد ٢/ ٩٨.
(٣) المصدر السابق.
(٤) المصدر السابق.
(٥) كتاب الروضتين ٢/ ٦٨.
مقدمة / 19
أسماء الصحابة، والأمالي الكبير، وكتاب اللطائف، وعوالي التابعين، وكان ثِقة دَيّنا صالحا، وكان متواضعا يُقريء كلَّ من أراد" (١).
٥ - وقال أبو الفداء، إسماعيل بن علي الملك المؤيد (ت: ٧٣٢ هـ): لأبي موسى المديني في الحديث وعلومه تآليف مفيدة" (٢).
٦ - وقال الذهبي: (ت: ٧٤٨ هـ): "لأبي موسى المديني التصانيف النافعة الكثيرة، والمعرفة التامة، والرواية الواسعة، انتهى إليه التقدّم في هذا الشأن مع علو الِإسناد" (٣).
وقال أيضا: "كان مع براعته في الحفظ والرجال صاحبَ وَرَعٍ وعبادةٍ وجلالة وتُقًى" (٤).
٧ - وقال صلاح الدين الصفدي (ت: ٧٦٤ هـ): "أبو موسى المديني صاحب التصانيف، وبقية الأعلام، كان واسع الدائرة في معرفة الأحاديث وعِلَله وأبوابه ورجاله وفنونه، ولم يكن في وقته أعلم منه ولا أحفظ ولا أَعلى سندًا" (٥).
٨ - وقال السبكي (ت: ٧٧١ هـ): "أبو موسى المديني الأصبهاني، صاحب التصانيف" (٦)، وذكر طائفة من مشايخه وتلاميذه.
٩ - وقال الحافظ بن كثير، إسماعيل بن عمر بن كثير (ت: ٧٧٤ هـ):
_________
(١) وفيات الأعيان لابن خلكان ٧/ ٣٣٠.
(٢) المختصر في أخبار البشر ٣/ ٧٠.
(٣) تذكرة الحفاظ للذهبي ٤/ ١٣٣٤.
(٤) العبر ٤/ ٥٤٦.
(٥) كتاب الوافي بالوفيات للصفدي ٤/ ٢٦٤.
(٦) طبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٦/ ١٦٠.
مقدمة / 20