الأمر بغير مشورة، وفيهم بقايا الصحابة وذوو الفضيلة، واستخلافه ابنه من بعده وهو سكير خمير، يلبس الحرير ويضرب له بالطنابير، وادعاؤه زيادا خلافا على حكم الله عز وجل، وقتله حجر بن عدي وأصحابه بغير حق.
وقيل لبعضهم: ما السرور؟ قال: الغنى عما في أيدي الناس، ولقاء الأحبة يعد اليأس.
قال ابن المقفع: [1] أنبل الأشياء قدرا طاعة القلب في اتباع الرشد، وانطلاق اللسان في وقت الحاجة.
[أبو نواس]
روي أن أبا نواس ولد بالأهواز [2] في سنة ست وثلاثين ومئة، ومات ببغداد سنة خمس وتسعين ومئة، فكان عمره تسعا وخمسين سنة، ودفن في تل اليهود، وأمة أهوازية اسمها جلبان، وكان أبوه من جند مروان [3] من أهل دمشق، وكان قدم الأهواز للرباط، فتزوج بجلبان، فأولدها عدة أولاد، منهم أبو نواس، وأبو معاذ، وكان يؤدب ولد فرح الدحجي، فأما أبو نواس، فأسلمته أمه إلى بعض العطارين، فرآه والبة بن الحباب فاستحلاه، فقال له:
إني أرى فيك مخايل، أرى لك ألا تضيعها، وستقول الشعر، فاصحبني أخرجك، فقال له: ومن أنت؟ قال: أبو أسامة، قال: والبة؟ [4] قال: نعم،
Page 55