281

Recueil de Fatwas

مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين

Maison d'édition

دار الوطن

Édition

الأخيرة

Année de publication

١٤١٣ هـ

Lieu d'édition

دار الثريا

Genres

Fatwas
(١٢٦) سئل فضيلة الشيخ - جزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيرًا -: من أول الرسل؟
فأجاب بقوله: أول الرسل عليهم الصلاة والسلام، نوح ﵊، وآخرهم محمد، ﷺ، وأما قبل نوح فلم يبعث رسول، وبهذا نعلم خطأ المؤرخين الذين قالوا: إن إدريس، ﵊، كان قبل نوح؛ لأن الله ﷾ يقول: في كتابه: ﴿إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ﴾ وفي الحديث الصحيح في قصة الشفاعة «أن الناس يأتون إلى نوح فيقولون له: أنت أول رسول أرسله الله إلى أهل الأرض»، فلا رسول قبل نوح، ولا رسول بعد محمد، ﷺ، لقوله تعالى: ﴿مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ﴾ .
وأما نزول عيسى ابن مريم، ﵇ في آخر الزمان فإنه لا ينزل على أنه رسول مجدد، بل ينزل على أنه حاكم بشريعة النبي محمد، ﷺ؛ لأن الواجب على عيسى وعلى غيره من الأنبياء الإيمان بمحمد، ﷺ، كما قال الله - تعالى -: ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ﴾ وهذا الرسول المصدق

1 / 315