238

Recueil de Fatwas

مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين

Maison d'édition

دار الوطن

Numéro d'édition

الأخيرة

Année de publication

١٤١٣ هـ

Lieu d'édition

دار الثريا

Genres

Fatwas
الإيمان حديث أبي هريرة رقم ٢٩٩ ص ١٦٣ تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي وحديث أبي سعيد رقم ٣٠٢ ص ١٦٧.
فهل أحد أعلم بالله - تعالى - وما يجب له، أو يمتنع في حقه، أو يجوز من رسول الله ﷺ؟ ! وهل أحد من الخلق أنصح من رسول الله، ﷺ، لعباد الله؟ وهل أحد من الخلق أفصح لسانًا وأبلغ بيانًا من رسول الله ﷺ؟ وهل أحد من قرون هذه الأمة أحفظ أمانة من أصحاب رسول الله، ﷺ، الذين اختارهم الله - تعالى - لصحبة نبيه ونقل شريعته؟ .
وقد أثبت رسول الله، ﷺ، فيما أخبر به عن ربه وهو الصادق المصدوق أن لله - تعالى - صورة، لكننا نعلم علم اليقين أن هذه الصورة ليست مماثلة لصورة أحد من المخلوقين، وأنها أعظم وأجل مما يتخيله المفكرون، وأنه لا يحل لأحد أن يتخيل اليوم هذه الصورة في ذهنه، أو يعبر عن كيفيتها بلسانه قال الله - تعالى -: ﴿وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا﴾ . وقال: ﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا﴾ . وقال - تعالى -: ﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ .
فلا يحل لأحد أن يثبت لله - تعالى - ما لم يعلم أن الله أثبته، ولا أن ينفي عنه ما لم يعلم أن الله نفاه، فكيف يحل أن ننفي ما أثبته الله - تعالى -

1 / 266