226

Recueil de Fatwas

مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين

Maison d'édition

دار الوطن

Numéro d'édition

الأخيرة

Année de publication

١٤١٣ هـ

Lieu d'édition

دار الثريا

Genres

Fatwas
بضمير الواحد فقال: عِبَادِي، عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ، أُجِيبُ، دَعَانِ، لِي، بِي، ومحال أن تكون هذه الضمائر لغيره.
وفي الحديث قال ﷺ: «" تدعون سميعًا بصيرًا قريبًا "، " والذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته» والصحابة إنما يدعون الله فيكون القريب هو نفسه، وهذا غير مستحيل بالنسبة إلى الله - تعالى - فإنه - تعالى - ليس كمثله شيء، فليس قربه لعبده كقرب غيره، بل هو قرب لا نظير له، لائق بجلاله وعظمته لا يكيف، ولا يمثل، ولا ينافي علوه، واستواءه على عرشه.
المثال السادس والسابع: قوله - تعالى - عن سفينة نوح: ﴿تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا﴾ . وقوله عن موسى: ﴿وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي﴾ . قال فضيلتكم عن الآية الأولى: هل يصح أن نفسرها على ظاهرها أن السفينة تسير وتجري في عين الله؟ وقلتم عن الثانية: هل يفهم عاقل أن موسى ربي في عين الله؟.
والحقيقة أنه لا يمكن أن نقول: إن السفينة تجري في عين الله؟ ولا أن موسى ربي في عين الله ولكن من يقول إن هذا هو ظاهر الكلام حتى يتعين صرفه عن ظاهره؟. فالله - تعالى - لم يقل: "تجري في أعيننا" ولم يقل: " ولتصنع في عيني" حتى يقال: إن ظاهر الكلام أن عين الله ظرف للسفينة وظرف لموسى وإنما قال: ﴿تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا﴾ . كما قال:

1 / 254