Majmouc Fatwas
مجموع فتاوى العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله
Genres
في قصيدته الكافية الشافية:
إن البدار برد شيء لم تحط ... علما به سبب إلى الحرمان
وأعظم من ذلك وأخطر، الإقدام على التكفير أو التفسيق بغير حجة يعتمد عليها، من كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا شك أن هذا من الجرأة على الله وعلى دينه، ومن القول عليه بغير علم، وهو خلاف طريقة أهل العلم والإيمان من السلف الصالح رضي الله عنهم وجعلنا من أتباعهم بإحسان، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من قال لأخيه: يا كافر، فقد باء بها أحدهما (1) » وقال صلى الله عليه وسلم: «من دعا رجلا بالكفر، أو قال: يا عدو الله، وليس كذلك إلا حار عليه (2) » أي: رجع عليه ما قال، وهذا وعيد شديد يوجب الحذر من التكفير والتفسيق، إلا عن علم وبصيرة، كما أن ذلك وما ورد في معناه يوجب الحذر من ورطات اللسان، والحرص على حفظه إلا من الخير - إذا علم هذا -.
فلنرجع إلى موضوع البحث المقصود، وقد تأملنا ما ورد في الكتاب العزيز من الآيات المشتملة على ذكر الشمس والقمر والكواكب، فلم نجد فيها ما يدل دلالة صريحة على عدم إمكان الوصول إلى القمر أو غيره من الكواكب. وهكذا السنة المطهرة لم نجد فيها ما يدل على عدم إمكان ذلك. وقصارى ما يتعلق به من أنكر ذلك أو كفر من قاله، ما ذكره الله في كتابه الكريم في سورة الحجر، حيث قال سبحانه: {ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين} (3) {وحفظناها من كل شيطان رجيم} (4) {إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين} (5) وقال تعالى في سورة الفرقان: {تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا} (6) وقال في سورة الصافات: {إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب} (7) {وحفظا من كل شيطان مارد} (8) {لا يسمعون إلى الملإ الأعلى ويقذفون من كل جانب} (9) {دحورا ولهم عذاب واصب} (10) {إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب} (11)
Page 256