وأما مذهب أئمة العترة - عليهم السلام -: فهو أن ذات الباري سبحانه هي هو، وهو الذي ليس كمثله شيء لا في الذاتية ولا في غيرها، وإذا لم يكن له مثل بطل أن يكون له مشارك لعدم الفرق بين المماثلة في الذات والمشاركة، وكذلك المضاهاة والمشابهة.
وكذلك لا يجوز عندهم - عليهم السلام - أن يوصف الباري سبحانه بأنه جنس للذوات، ولا أنه نوع من الموجودات لأجل كون التجنيس والتنويع مما يدل على الحدث، ولا يجوز أن يوصف به إلا المحدث.
وكذلك أيضا لا يجوز عندهم إثبات أمر ليس شيء، ولا لا شيء لأجل كون ذلك نفيا للنفي والإثبات معا، وإثباتا لأمر متوسط بينهما وذلك مما يعلم ضرورة أنه محال، وكل دليل أدى إلى إثبات المحال فهو محال.
Page 58