Le Majmouc
المجموع المنصوري الجزء الثاني (القسم الأول)
Genres
فهل علمت أن معاوية حارب عليا عليه السلام أو سبه أو لم تعلم بذلك؟ فإن علمت أنه سب عليا أو حاربه فأفض على نفسك وعليه بما شئت من تصديق كلام الصادق أو تكذيبه إن شئت أن تكتب في زمرة المكذبين، نعوذ بالله منهم.
فأما دفع هذه الآثار فلم ندع لك إليه سبيلا؛ لأنا روينا لك من الآثار التي أنزلت الأمة صحتها منزلة صحة كتاب الله سبحانه، وجعلوها حجة لهم في أديانهم، وسبيلا مذللا في معالم شرعهم، فحللوا بها وحرموا، ونقضوا وأبرموا، ونعوذ بالله أن نكون من المؤمنين ببعض ومن الكافرين ببعض، ونسأله التوفيق لما يحب ويرضى، وأن يجعل لوجهه بعدنا وقربنا، وبغضنا وحبنا، وأن يحشرنا مع الصالحين.
فقد روينا عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((من أحب عمل قوم شرك معهم في عملهم، ومن أحب قوما حشر معهم)) وما نقول إذا دعي كل أناس بإمامهم وجاءت الزيدية بأئمتها الذين يقضون بالحق وبه يعدلون من ذرية الصادق الأمين الذين غضبوا لله وباعوا نفوسهم من الله بيعا كرهوا فيه الإقالة والاستقالة، وضربوا بأسيافهم قدمالتكون كلمة الله هي العليا وقدح الدين المعلى، فطابق أبو فراس معنى حالهم في قصيدته الميمية التي رد فيه على ابن سكرة فقال فيها :
لا يغضبون لغير الله إن غضبوا .... ولا يضيعون حق الله إن حكموا
Page 445