Le Majmouc
المجموع المنصوري الجزء الثاني (القسم الأول)
Genres
[ عود إلى السبا ]
لا والذي في السماء عرشه، وفي الأرض سلطانه، والحجة ما تقدم من البرهان دون اليمين، ما كان ما أمرنا به من السبي إلا لتقوية قواعد الدين، وإعزاز الإسلام والمسلمين، وإذا كان للباطل صولة، فلا بد للحق من دولة، لما أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقتل كعب بن الأشرف فقتل ما أمسى بيثرب يهودي له خطر إلا وهو يتوقع الهلاك، فجاوز الدين السماك، لا يكون للدين هيبة على الكفر ما لم يتقدم القتل على الأسر، وهل اتضع الإسلام بالسبا على عفة أربابه، ألم تشمخ بذلك عوالي قبابه، قال شاعرهم:
وكان يرى فينا من ابن سبية .... إذا لقي الأبطال نضربهم هبرا
فما زادها فينا السباء نقيصة .... ولا حطبت يوما ولا طبخت قدرا
ولكن خلطناها بحر نسائنا .... فجاءت بهم بيضا جحاجحة غرا
إن شككت في أمر السبية فابحث عن قصة الحنفية، يا ورع يا أورع، أين أنت عن قصة الوصي الأنزع، بالغت السنة في نتف الأبطين، وغفلت عن قصة أبي السبطين، ما كان أغنى الخيبة عن المشورة، على حواء بأكل الشجرة، حتى نزلت بها عقوبة الفجرة، جعل الله سبحانه مسيرها على البطن والرأس، وعادى الباري بينها وبين الناس، وقد كانت في خلق الناقة، في الحسن والرشاقة، قال بعض الشعراء من أهل الكتب الشريفة ذكر فيها الحية:
وكانت الحية الرقشاء إذ خلقت .... كما ترى ناقة في الخلق أو جملا
فلاطها الله إذ أطغت خليفته .... طول الليالي ولم يجعل لها أجلا
تمشي على بطنها في الأرض ما عمرت .... والترب تأكله حزنا وإن سهلا
هلك من كذب القطا، وركب في أمره متن الخطا، ولو ترك القطا لنام، فعلق رأسه اللجام:
Page 145