Majmuc
مجموع كتب ورسائل الإمام الحسين بن القاسم العياني
Genres
فإن كنت أردت ذاته فحقيقته ذاته وذاته حقيقته، وإن كنت أردت الدلالة على حقيقته وصنعه (1)، فالجواب في ذلك أن وجود خلقه وصنعه يدل على أنه شيء حق، وليس عندنا من الجواب في المسألة إن ما ذكرت لك، إذ كل شيء موجود مدرك محسوس تعرف حقيقته بذاته، والله لا يعرف إلا بما أظهر من حكمته، وحقيقته قدمه وهو حقيقة ذاته، وكذلك غير القدم من صفاته كعلمه وقدرته وحياته.
مسألة
فإن قال: فما هو؟
قيل له ولا قوة إلا بالله: مسألتك تحتمل ثلاثة أوجه:
إما أن تكون سألت عن اسمه.
وإما أن تكون سألت عن صفته.
وإما أن تكون سألت عن ذاته.
فإن كنت سألت عن اسمه فهو الله الرحمن الرحيم، وإن كنت سألت عن صفته فهو الواحد القديم القدير العليم، وإن كنت سألت عن ذاته فهو الذي ليس كمثله شيء.
مسألة عن الإرادة
فإن قال: أخبرونا لم (2) يزل الله مريدا أم إرادته حدثت ولم تكن أزلية؟
قيل له ولا قوة إلا بالله: اعلم أن إرادة الله سبحانه هي فعله.
وأما إرادته لطاعة عباده فهي أمره لهم فقط، وكذلك سخطه لمعصيتهم فهو نهيه لهم، والله سبحانه لم يزل عالما بجميع فعله، عالما بجميع ما سيريد تكوينه، وإنما الذي يريد بلا علم تقدم، ويضمر بغير تكوين هو الإنسان الجاهل، الجائل الفكر الذي تحدث له النية والضمير والإرادة بإضمار القلب والطوية، ولو كانت إرادته قبل فعله لكانت إرادته كإرادة المخلوقين، ولكانت عرضا في (3) جسم، ولو كان جسما لأشبه الأجسام. وإنما إرادته فعله وفعله مراده، وليس ثم إرادة غير المراد، فيكون مشابها للعباد.
Page 189