Majmu'at al-Rasa'il al-Kubra li Ibn Taymiyyah
مجموعة الرسائل الكبرى لابن تيمية
Maison d'édition
دار إحياء التراث العربي
Lieu d'édition
بيروت
Genres
تكفير أرباب الذنوب ، إذ كان المؤمن هو البر التقي قالوا فمن لم يكن برا تقياً فهو كافر وهو مخلد في النار، ثم قالوا عثمان وعلي ومن والاهما ليسوا بمؤمنين لأنهم حكموا بغير ما أنزل الله. فكانت بدعتهم لها مقدمتان، الواحدة: أن من خالف القرآن بعمل أو برأي أخطأ فيه فهو كافر، والثانية: أن عثمان وعلياً ومن والاهما كانوا كذلك، ولهذا يجب الاحتراز من تكفير المسلمين بالذنوب والخطايا فإنه أول بدعة ظهرت في الإسلام، فكفر أهلها المسلمين واستحلوا دماءهم وأموالهم وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم الأحاديث الصحيحة في ذمهم والأمر بقتالهم، قال الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه: صح فيهم الحديث من عشرة أوجه. ولهذا قد أخرجها مسلم في صحيحه وأفرد البخاري قطعة منها، وهم مع هذا الذم إنما قصدوا اتباع القرآن، فكيف بمن يكون بدعته معارضة القرآن والإعراض عنه، وهو مع ذلك يكفر المسلمين كالجهمية ثم الشيعة لما حدثوا لم يكن الذي ابتدع التشيع قصده الدين بل كان غرضه فاسداً، وقد قيل إنه كان منافقاً زنديقاً، فأصل بدعتهم مبنية على الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وتكذيب الأحاديث الصحيحة، ولهذا لا يوجد في فرق الأمة من الكذب أكثر ما يوجد فيهم بخلاف الخوارج فإنه لا يعرف فيهم من يكذب.
(والشيعة) لا يكاد يوثق برواية أحد منهم من شيوخهم لكثرة الكذب فيهم، ولهذا أعرض عنهم أهل الصحيح فلا يروي البخاري ومسلم أحاديث علي إلا عن أهل بيته كأولاده مثل الحسن والحسين، ومثل محمد بن الحنفية، وكاتبه عبيد الله بن أبي رافع أو أصحاب ابن مسعود وغيرهم مثل عبيدة السلماني، والحرث العكلي، وقيس بن أبي حازم، وأمثالهم إذ هؤلاء صادقون فما يروونه عن علي فلهذا أخرج أصحاب الصحيح حديثهم.
23