Majmac Fawaid
مجمع الفوائد
Genres
فصل في النية
لما كانت أصلا في جميع الأعمال، بل لاوجود للشرعية على المختار كما هو قول الإمام أبي طالب عليه السلام على ماحققه في شرح الغاية ولاصحة لغيرها إلا بها كما يفيده الحصر في الأخبار إلا ماخصه الدليل كإزالة النجاسة المخصوصة بالإجماع كما ذكره الإمام المؤيد بالله عليه السلام حسن تقديمها كما فعل ذلك بعض المؤلفين كالإمام القاسم بن محمد عليهما السلام في الاعتصام.
حقيقتها لغة: القصد. وقد اختلف أهي في الشرع مجرد هذا القصد فلا يشترط إلا وقوع المقصود على سبيل الاختيار، أم هي زيادة على ذلك بإعمال الفكر كما أشار إليه في المصباح بقوله: نويته أنويه: قصدته، والاسم النية، والتخفيف لغة، ثم خصت النية في غالب الاستعمال: بعزم القلب على أمر من الأمور .. الخ، وهذا أمر زائد على المعنى اللغوي كما قال: وعزم عزيمة، جد واجتهد في أمره، فتكون أخص من القصد المجرد، وقد استوفى البحث في شرح المجموع وللناظر نظره.
الأدلة عليها كثيرة كتابا وسنة قال عز وجل: ((وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين)) دلت على قصر الأمر على العبادة حال الإخلاص، وقد تقرر أن لفظ الأمر حقيقة في الصيغة التي هي: إفعل أو نحوه، وهي حقيقة في الإيجاب ولا يكون إخلاص إلا بالنية ضرورة.
وأروي بالسند الصحيح المذكور في لوامع الأنوار وأينما قلت: بالسند، فالمراد السند الصحيح المتقدم في الكتاب هنا إلى الإمام الناصر للحق الحسن بن علي الأطروش عليهما السلام كتابه البساط، قال فيه: حدثنا محمد بن منصور، قال: حدثنا عبد الله بن داهر، عن عمر بن جميع، عن جعفر بن محمد.
وأروي بالسند الصحيح المتقدم إلى الإمام المؤيد بالله عليه السلام كتابه شرح التجريد، قال فيه: أخبرني أبي، قال: أخبرنا عبدالله بن أحمد بن سلام، قال: أخبرنا أبي، قال: أخبرنا أبو العباس الحسني، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الجريري. قال: حدثنا جعفر بن محمد.
Page 407