74

Recueil de Proverbes

مجمع الأمثال

Chercheur

محمد محيى الدين عبد الحميد

Maison d'édition

دار المعرفة - بيروت

Lieu d'édition

لبنان

٤٣٥- بَرْدُ غَدَاةٍ غَرَّ عَبْدًا مِنْ ظَمإِ هذا قيل في عبد سَرَحَ الماشية في غداة باردة ولم يتزود فيها الماء، فهلك عَطَشًا، و"مِن" في قوله "من ظمأ" صِلَة غَرَّ، يقال: مَنْ غرك مِنْ فلان؟ أي مَنْ أَوْطَأَك عَشْوة من جهته؟ يعني أن البرد غره من إهلاك الظمأ إياه فَاغْتَرَّ، ويجوز أن يكون التقدير: غر عبدًا مِنْ فقد ظمأ، أي قَدَّر في نفسه أنه يفقد الظمأ فلا يظمأ. يضرب في الأخذ بالحزم.
٤٣٦- بَلَغَ السَّيْلُ الزُّبَى هي جمع زُبْيَة. وهي حُفْرة تُحْفَر للأسد إذا أرادوا صَيْده، وأصلُها الرابية لا يَعْلُوها الماء، فإذا بلغها السيلُ كان جارفا مُجْحفًا. يضرب لما جاوز الحد. قال المؤرج: حدثني سعيد بن سماك بن حَرْب عن أبيه عن ابن النعتنر قال: أُتِيَ مُعاذُ بن جبل بثلاثة نَفَر فتلهم أسد في زُبْيَة فلم يدر كيف يفتيهم، فسأل عليًا ﵁ وهو مُحْتَبٍ بفِناء الكعبة، فقال: قُصُّوا عليَّ خبركم، قالوا: صِدْنا أَسَدًا في زُبْية، فاجتمعنا عليه، فتدافع الناسُ عليها، فَرَمَوُا برجل فيها، فتعلق الرجل بآخَرَ، وتعلق الآخر بآخر، فَهَووْا فيها ثلاثتهم، فقضَى فيها عليٌّ ﵁ أن للأول رُبُعَ الدية، وللثاني النصف، وللثالث الدية كلها، فأخبر النبي ﷺ بقضائه فيهم، فقال: لقد أَرْشَدَكَ الله للحق.
٤٣٧- بَصْبَصْنَ إِذْ حُدِينَ بالأذْنَابِ البَصْبَصَة: التحريك، أي حركت الإبلُ أذنابها لما حُدِين. يضرب مثلًا في الخضوع والطاعة من الجبان. والباء في "بالأذناب" مقحمة.
٤٣٨- باءَتْ عَرَارِ بِكَحْلَ يقال: هما بَقَرَتَانِ انتطحتا فماتتا جميعًا، وَعَرارِ: مبنى على الكسر مثل قَطَام. يضرب لكل مستويين، يقع أحدهما بإزاء الآخر. يقال: كان كثير بن شهاب الحارثي ضرب عبد الله بن الحجاج الثعلبي من ⦗٩٢⦘ بني ثعلبة بن ذبيان بالرى، فلما عزل كثير أقيد منه عبد الله فهتَم فاه وقال: باءَتْ عَرَارِ بكَحْلَ فيما بَيْنَنَا ... وَالحَقُّ يَعْرِفُه أُولُو الأَلْبَابِ

1 / 91