Recueil de Proverbes
مجمع الأمثال
Enquêteur
محمد محيى الدين عبد الحميد
Maison d'édition
دار المعرفة - بيروت
Lieu d'édition
لبنان
١٧٦٧- أَسَعْدٌ أَمْ سُعِيْدٌ
هما ابنا ضبة بن أد، وقد ذكرتُ قصتَهما في باب الحاء عند قوله"الحديث ذو شُجُون".
يضرب في العناية بذي الرحم، وفي الاستخبار أيضًا عن الأمرين الخير والشر، أيهما وقع.
ومنه قول الحجاج لقتيبة بن مسلم وقد تزوج، فقال: أسعد أم سعيد؟ أراد أحسناء أم شَوْهَاء، جعل التصغير مثلا للقبح، والتكبيرَ مثلا للحسن، وكما قال أبو تمام:
غَنِيتُ به عَمَّن سِواه، وحُوِّلَتْ ... عِجَافُ رِكَابِي عن سُعَيْد إلى سَعْدِ
يَعني عن الجدب إلى الخصب.
١٧٦٨- سَاَوَاكَ عَبْدُ غَيْرِكَ
هذا المثل مثل قولهم: عبد غيرك حُرٌّ مثلُك، يعني أنه بتَعَاليه عن أمرك ونَهْيك مثلُك في الحرية.
١٧٦٩- السِّرَاحُ مِنَ النَّجَاحِ
يضرب لمن لا يريد قَضَاء الحاجة، أي ينبغي أن تُؤيسه منها إذا لم تَقْضِ حاجته.
١٧٧٠- أَسْمَحَتْ قَرُونَتُهُ
القَرُونة والقَرُون والقَرِينة والقَرِين: النَّفْسُ، أي استقامت له نفسُه وانقادت، وقال مصعب بن عطاء: أي ذهب شكه وعزم على الأمر.
١٧٧١- سَوَاسِيَةٌ كأسْنَانِ الْحِمَارِ
قال الأصمعي وأبو عمرو: ما أَشَدَّ ما هجا القائل"سَوَاسية كأسنان الحمار"ومثله: "سَوَاسيةٌ كأسنان المُشْطِ" قال كُثَير:
سَوَاءٌ كأسْنَانِ الحمار، فلا تَرَى ... لذي شَيْبة منهم على ناشِىء فَضْلاَ
وقالت الخنساء:
فَاْليَوْمَ نَحْنُ وَمَنْ سِوَا ... نَا مِثْلُ أَسْنَانِ الْقَوَارِحْ
أي لا فَضْلَ لنا على أحد، قال أصحاب المعاني: السَّوَاء: العدل، وهو مأخوذ من الاستواء والتساوي، يقال: فلان وفلان ⦗٣٣٠⦘ سَوَاء أي متساويان، و"قوم سَوَاء" لا يُثَنَّى ولا يجمع، لأنه مصدر، وأما "سواسية" فقال الأخفش: وَزْنُه فَعَلْفِلة، وهي جمع سواء على غير قياس، فسواء فَعَال وسية فِعَة أو فِلة، إلا أن فعة أقيس، لأن أكثر ما ينقلون موضع اللام، وأصل سِيَة سِوْيَة، فلما سكنت الواو وانكسر ما قبلها صارت الواو ياء، ثم حذفت إحدى الياءين تخفيفًا، فبقي سية، وقال بعضهم: الأصل سَوَاء سِيّ يعني السِّيَّ الذي هو المثل، ثم خافوا إيهام كونهما اسمين باقيين على الأصل، فحذفوا مَدَّة سَوَاء وأبدلوا من الياء الثانية من سي هاءً كما فعلو في زَنَادِقة وصَيَارِفة، وأصله زَنَاديق وصَيَاريف.
1 / 329