271

============================================================

ومنهم الإمام أمير الشام : أبو عبيدة ابن الجراح رضي الله عنه عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن وهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك ، يجمع نسبه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأب السابع، وهو: فهر بن مالك القرشي أمين هلذه الأمة، وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة ، وأحد الرجلين اللذين عينهما أبو بكر الصديق رضي الله عنه يوم السقيفة للخلافة، والأخر عمر، وأحد الخمسة الذين أسلموا في يوم واحد على يدي الصديق، رضي الله عنهم أجمعين ولماهاجر.. آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن معاذ: أسلم مع عثمان بن مظمون، وهاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية، وشهد بدرا والمشاهد كلها، وثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد، ونزع يومئذ بقية الحلقتين اللتين دخلتا في وجنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم من حلق المغفر (1)، ووقعت ثنيتا أبي عبيدة رضي الله عنه ، فكان من أحسن الناس هتما(2) .

وقال شيخ الإسلام النووي - قدس الله روحه - : شهد أبو عبيدة رضي الله عنه بدرا ، وقتل أباه حييذ، وشهد ما بعدها من المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقبر أبي عبيدة بغور بيسان، عند قرية تسمى: عمتا، وعلى قبره من الجلالة ما هو لاتق به، وقد زرته فرايت عنده عجبا وصلى عليه معاذ بن جبل، ونزل في قبره هو وعمرو بن العاصي والضحاك بن قيس، وختم الله له بالشهادة؛ فإنه توفي بالطاعون، وهو شهادة لكل مسلم : (1) المفقر : زرد يسج على قدر الرأس يلبس تحت القلنسوة .

(2) الهم : انكسار الثنايا من أصولها خاصة، ومعنى كان أحسن الناس هتمأ : أي أحسن من انكسرت ثناياه

Page 271