============================================================
العيش؟ فما زال يذكرها حتي أبكاها ، ثم قال لها : أما والله لثن استطعت . . لأشاركنهما بمثل عيشهما الشديد، لعلي أدرك معهما عيشهما الرخي . وقد تقدم الحديث بطوله.
قال : وكان رضي الله عنه في وجهه خطان أسودان من البكاء .
وكان يمر بالاية في ورده، فتخنقه العبرة، فيبكي حتى يسقط، ثم يلزم بيته حتى يعاد، بحبونه مريضا وكان يسمع حنينه في الصلاة من وراء ثلاثة صفوف ، وقال : (ليتني كنت كبش أهلي، سينوني ما بدالهم، ثم ذبحوني ، فاكلوني، وأخرجوني عذرة، ولم اك بشرا) : وقال سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه : (كان رأس عمر عليى فخذي في مرض موته، فقال لي : ضع رأسي على الأرض، فقلت : وما عليك إن كان على فخذي آم على الأرض؟ فقال : ضعه على الأرض، فوضعته، فقال : ويلي وويل آمي إن لم يرحمني ربي): ولما طعن. . قال : (والله ؛ لو أن لي طلاع الأرض (1) ذهبا . . لافتديت به من عذاب الله من قبل أن أراه) : وخطب بالناس وهو خليفة وعليه إزار فيه ثنتا عشرة رقعة.
وقال ابن عباس رضي الله عنهما : لما طعن عمر.. دخلت عليه، فقلت : آبشر يا آمير المؤمنين، فإن الله قد مصر بك الأمصار، ودفع بك النفاق، وأفشي بك من الرزق، فقال : أفي الإمارة تثني علي يابن عباس ؟1 فقلت : وفي غيرها، فقال : والذي نفسي بيده؛ لوددت آني خرجت منها كما دخلت، لا أجر ولا وزر.
وقال حماد بن زيد - رحمه الله - : حدثنا أيوب ، عن آنس بن آبي مليكة قال : قال ابن عباس رضي الله عنها : لما طعن عمر.. كنت قريبا منه، فمسست بعض جسده- أو قال : جلده- وقلت : هنيئا لك، جلد لا تمسه النار، قال : فنظر الي نظرة جعلت آرني له منها، ثم قال : وما علمك بذلك ؟ فقلت : يا أمير المؤمنين) صحبت رسول الله صلى الله عليه و لم فأحسنت صحبته، قفارقك وهو عنك راض، ثم صحبت المسلمين فأحسنت صحبتهم فان فارقتهم. فهم عنك راضون، فقال : أما ما ذكرت من صحبتي لرسول الله (1) طلاع الأرض : اي : ملؤها .
Page 201