(بسم الله الرّحمن الرّحيم) قالوا: إنما أنزل القرآن بلسان عربى مبين، وتصداق ذلك فى آية من القرآن، وفى آية أخرى: «وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ» (١٤/ ٤)، فلم يحتج السلف ولا الذين أدركوا وحيه إلى النبي ﷺ أن يسألوا عن معانيه لأنهم كانوا عرب الألسن، فاستغنوا بعلمهم به عن المسألة عن معانيه، وعما فيه مما فى كلام العرب مثله من الوجوه والتلخيص. وفى القرآن مثل ما فى الكلام العربي من وجوه الإعراب، ومن الغريب، والمعاني.
ومن المحتمل من مجاز ما اختصر وفيه مضمر، قال: «وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا» (٣٨/ ٦)، فهذا مختصر فيه ضمير مجازه: «وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ»، ثم اختصر إلى فعلهم وأضمر فيه: وتواصوا أن أمشوا أو تنادوا أن امشوا أو نحو ذلك. وفى آية أخرى: «ماذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا» (٢/ ٢٦)، فهذا من قول الكفار، ثم اختصر إلى قول الله، وأضمر فيه قل يا محمد: «يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا» (٢/ ٢٦)، فهذا من كلام الله.
ومن مجاز ما حذف وفيه مضمر، قال: «وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيها وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنا فِيها» (١٢/ ٨٢)، فهذا محذوف فيه ضمير مجازه: وسل أهل القرية، ومن فى العير.
1 / 8