أبو دلف وجاره
١٦٨ يروى أن رجلًا كان جارًا لأبي دلف ببغداد. فأدركته حاجة وركبه دين فادح حتى أحتاج إلى بيع داره. فساوموه فيها فسمى لهم ألف دينار. فقالوا له: إن دارك تساوي خمسمائة دينار. فقال: أبيع داري بخمسمائة وجوار أبي دلف بخمسمائة. فبلغ أبا دلف الخبر فأمر بقضاء دينة ووصله وقال: لا تنتقل من جوارنا. فانظر كيف صار الجوار يباع كما يباع العقار. وقال الشاعر:
يلومونني أن بعت بالرخص منزلي ... ولم يعلموا جارًا هناك ينغص
فقلت لهم كفوا الملام فإنما ... بجيرانها تغلو الدار وترخص
(للشريشي)
أبو العلاء المعري والغلام
١٦٩ حكي أن غلامًا لقي أبا العلاء المعري فقال: من أنت يا شيخ. قال: فلان. قال: أنت القائل في شعرك:
وإني وإن كنت الأخير زمانة ... لآت بما لم تستطعه الأوائل
قال: نعم. قال: يا عماه إن الأوائل قد رتبوا ثمانية وعشرين حرفًا للهجاء فهل لك أن تزيد عليها حرفًا. (قال) فدهش المعري من ذلك وقال: إن هذا الغلام لا يعيش لشدة حذقه وتوقد فؤاده (للقليوبي)
يزيد وبدوية
١٧٠ كان يزيد بن المهلب عند خروجه من سجن عم بن عبد
1 / 64