قال أبو تمام في هذا المعنى:
متبذل في القوم وهو مبجل ... متواضع في الحي وهو معظم
وقال آخر:
متواضع والنبل يحرس قدره ... وأخو التواضع بالنباهة ينبل
وقال الخوارزمي:
عجبت له لم يلبس الكبر حلة ... وفينا لأن جزنا على بابه كبر
(للثعالبي) ١٢٣ من أراد الدخول في مجلس العلماء يجب عليه أن يأتي بالتواضع والذل والخشوع والانكسار. فمن أتى بهذه الصفات ينال المغفرة من الملك الجبار. ومن أتى مثل قارون بالكبر والإكثار يجد القطيعة والعقوبة من الواحد القهار (للسيوطي) ١٢٤ قالت الحكماء: كل ذي نعمة محسود عليه إلا المتواضع. وقال عبد الملك: أفضل الرجال من تواشع عن رفعة وعفا عن قدرة وأنصف عن قوة. وقال رجل لبكر بن عبد الله: علمني التواضع. فقال له: إذا رأيت من هو أكبر منك فقل: سبقنى إلى العمل الصالح فهو خير مني. وإذا رأيت أصغر منك فقل: سبقته إلى الذنوب فهو خير مني وقال أبو العتاهية:
يا من تشرف في الدنيا ولذتها ... ليس التشرف رفع الطين بالطين
إذا أردت شريف القوم كلهم ... فانظر إلى ملك في زي مسكين
1 / 48