بين يديه ليسمنه. وكان بجنبه أتان لها جحش. وكان ذلك الجحش يلتقط من العلف ما يتناثر فقال لأمه: يا أماه ما أطيب هذا العلف لو دام. فقالت له: يا بني لا تقربه فإن وراءه الطامة الكبرى. فلما أراد الرومي أن يذبح الخنزير ووضع السكين على حلقه جعل يضطرب وينفح. فهرب الجحش وأتى إلى أمه وأخرج لها أسنانه وقال: ويحك يا أماه انظري هل بقي في خلال أسناني شيء من ذلك العلف فاقلعيه. فما أحسن القنع مع السلامة (للابشيهي)
كلب وشوحة
٩٠ كلب مرةً خطف بضعة لحم من المسلخ ونزل يخوض في النهر. فنظر ظلها في الماء وإذا هي أكبر من التي معه. فرمى التي معه فانحدرت شوحة فأخذتها. وجعل الكلب يجري في طلب الكبيرة فلم يجد شيئًا. فرجع في طلب التي كانت معه فلم يصبها. فقال: ويحي أنا الذي ألقيت نفسي في الغرور. لأني ضيعت ما كان تحت يدي. وسعيت في طلب ما ليس هو تحت يدي ولا يصلح لي (مغزاه) لا ينبغي للإنسان أن يترك شيئًا قليلًا موجودًا ويطلب شيئًا كبيرًا مفقودًا
أرانب وثعالب
٩١ ألنسور مرة وقعت بينهم وبين الأرانب حربٌ. فمضت الأرانب إلى الثعالب يسومون منهم الحلف والمعاضدة على
1 / 36