149

Majalis with Sheikh Muhammad Al-Amin Al-Shanqiti

مجالس مع فضيلة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي

Maison d'édition

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

Lieu d'édition

الكويت

Genres

وللعلماء عن هذا أجوبة معروفة؛ منها: أنَّه قدَّم الظالم لئلا يقنط، وأخَّرَ السابق بالخيرات لئلا يعجب بأعماله فيحبط.
وقال بعض العلماء: أكثر أهل الجنة الظالمون لأنفسهم فبدأ بهم نظرًا لأكثريَّتهم؛ ومما يدل على أفضلية أمة مُحَمَّد ﷺ على بني إسرائيل أنَّ الابتلاء الذي يظهر به الفضل وعدمه إنَّما يكون بخوفٍ أو طمع، وقد ابتلى أصحابَ مُحَمَّد ﷺ بخوف وابتلاهم بطمع، وابتلى بني إسرائيل بخوف وابتلاهم بطمع.
أما الخوف الذي ابتلى به الله أصحاب مُحَمَّد ﷺ فهو أنَّهم لمَّا غزوا غزاة بدر، وساحَلَ أبو سفيان بالعير واستنفر لهم النفير، وجاءهم الخبر بأنَّ العير سلمت، وأنَّ الجيش أقبل إليهم، وأخبرهم النَّبِي ﷺ بذلك قال له المقداد بن عمرو ﵁: واللهِ لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا مَن دونَه معك، ولو خُضت بنا هذا البحر لخضناه معك، ولا نقول لك كما قال قوم موسى لموسى: ﴿فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ﴾ [المائدة: ٢٤]، بل إنَّا معك مقاتلون، ولمَّا أعاد الكلام قال له سعد بن معاذ ﵁: كأنك تعنينا معاشر الْأَنصار؟ لأنَّهم اشترطوا عليه ليلة العقبة أنْ يمنعوه مما يمنعون منه نساءهم وأبناءهم بشرط أنْ يكون بداخل المدينة ولم يشترط عليهم خارج المدينة، فأخبره

1 / 151