8

Majalis Wacziyya

المجالس الوعظية في شرح أحاديث خير البرية صلى الله عليه وسلم من صحيح الإمام البخاري

Chercheur

أحمد فتحي عبد الرحمن

Maison d'édition

دار الكتب العلمية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

Lieu d'édition

بيروت - لبنان

Genres

Hadith
قيل: كان تصنيفه لهذا الكتاب بمكة المشرفة، والغسل بماء زمزم، والصلاة خلف المقام. وقيل: كان بالمدينة الشريفة، وترجم أبوابه في الروضة المباركة، وصلى لكل ترجمة ركعتين (١) . وله تصانيف كثيرة غير الصحيح نقل عنه ﵁ أنه قال: «أقمت بالبصرة خمس سنين مع كتبي، أصنف وأحج في كل سنة، وأرجع من مكة إلى البصرة، قال: وأنا أرجو أن الله يبارك للمسلمين في هذه المصنفات» ولقد بارك الله فيها. زهده وورعه وفضله وأما سيرته ومناقبه وشمائله وفضائله وزهده وروعة فكثيرة كلَّت الكتَّاب عن حصرها. قيل: إنه كان عنده شيء من شعرات النبي ﷺ فجعله في ملبوسه. ومن فضائله: أنه قال على سبيل التحدث بالنعمة: «إني لأرجو أن ألقى الله ولا يحاسبني أني اغتبت أحد من هذه الأمة» (٢) . اسمع واتعظ يا من يغتاب الناس ويمزق أعراضهم: «أوحى الله إلى موسى ﵇ من مات تائبًا من الغيبة، فهو آخر من يدخل الجنة، ومن مات مصرًا عليها فهو أول من يدخل النار» . وجاء في الحديث: «من كف لسانه عن أعراض الناس قال الله عثرته يوم القيامة» (٣) . وحكي عن داود الطائي ﵁ أنه مر يومًا بموضع فوقع مغشيًا عليه فحل إلى

(١) رواه الخطيب في تاريخ بغداد (٢/٩) من طريق عبد القدوس بن همام يقول: سمعت عدة من المشايخ يقولون: حول محمد بن إسماعيل البخاري تراجم جامعه بين قبر النبي ﷺ ومنبره، وكان يصلي لكل ترجمة ركعتين. (٢) رواه عنه المزي في تهذيب الكمال (٢٤/٤٤٦)، والحافظ ابن حجر من طريقه في تغليق التعليق (٥/٣٩٧)، ونقله الذهبي في السير (١٢/٤٣٩) . وانظر: مقدمة فتح الباري (ص٤٨٠)، وصفة الصفوة (٤/١٧١) . (٣) أخرجه القضاعي في مسند الشهاب (١/٢٧٩، رقم ٤٥٤) عن أبي هريرة مرفوعًا: بطرف: «من أقال نادمًا أقاله الله تعالى عثرته يوم القيامة ومن كف ... فذكره» .

1 / 51