105

Majalis Wacziyya

المجالس الوعظية في شرح أحاديث خير البرية صلى الله عليه وسلم من صحيح الإمام البخاري

Chercheur

أحمد فتحي عبد الرحمن

Maison d'édition

دار الكتب العلمية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

Lieu d'édition

بيروت - لبنان

Genres

Hadith
فنمت في مسجد رسول الله ﷺ في الروضة بين القبر والمنبر، فرأيت النبي ﷺ وقد خرج من قبره فقمت فسلمت عليه فرد علي السلام فقلت: يا رسول الله أين أنت ذاهب؟ فقال: أقيم لمالك الصراط المستقيم، فتنبهت وأتيت أنا وأبي فوجدت الناس مجتمعين علي مالك وقد أخرج الموطأ وكان أول خروجه. ومن مناقبة الجليلة: أن امرأة غسلت امرأة بالمدينة في زمنه ﵁ فوضعت الغاسلة يدها علي فرج الميتة، وقالت: طال ما عصى هذا الفرج ربه، فألتصقت يد الغاسلة في فرجها، فسألوا علماء المدينة عن أمرها، فبعضهم قال: تقطع يد الغاسلة، وبعض آخر قال: يشق فرج الميتة، وبعض آخر تحير في أمرها، فاستفتي الإمام مالك فقالوا: اسألوا الغاسلة ما قالت في حق الميتة لما وضعت يدها على فرجها؟ فسألوها فقالت: طالما عصى هذا الفرج، فقال مالك: هذا قذف اجلدوها ثمانين جلدة تتخلص يدها، فجلدوها فتخلصت يدها فمن ثم قيل: لا يفتى ومالك في المدينة. ولما اشتهر ﵁ بالعلم انتشر وصفه وذكره في البلاد، وحملت إليه الأموال لانتشار علمه فكان يفرقها على أصحابه، وأصحابه يفرقونها في وجوه الخير موافقة لفعله، وما كان يدخرها. وكان يقول: ليس الزهد فقد المال، وإنما الزهد فراغ القلب عنه. وكان يقول أيضًا: ما كان رجل صادقًا في حديثه لا يكذب إلا متعه الله بعقله ولم تصبه عند الكبر عند الهرم آفة ولا خرف. وكان يقول أيضًا: إذا لم يكن للإنسان في نفسه خير لم يكن للناس فيه خير. ومن مناقبة ما نقله في الحلية لأبي نعيم عن مالك أنه قال: ما بت ليلة إلا ورأيت فيها رسول الله ﷺ (١) . ومن مناقبة ما قاله عبد الله بن المبارك (٢) قال: كنت عند مالك، وهو يحدثنا بحديث رسول الله ﷺ، ولا يقطع حديث رسول الله ﷺ، فلما تفرق الناس عنه قلت يا أبا عبد الله لقد رأيت اليوم منك عجب قال: نعم صبرت إجلالًا لحديث رسول الله ﷺ. وكان يحب أن يعظم أحاديث رسول الله ﷺ فلا يحدث بشيء من أحاديثه في الطريق أي: وهو قائم مستعجل، وكان إذا ذكر النبي ﷺ يتغير لونه وينحني حتى يصعب ذلك علي جلسائه، فقيل له: لم ذلك؟ فقال: لو رأيتم ما رأيت لما أنكرتم ما

(١) رواه أبو نعيم في حلية الأولياء (٦/٣١٧) . (٢) هو: أبو عبد الرحمن عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي، التميمي، المروزي، أحد الأئمة الأعلام، ومن كبار الحفاظ، روى عن إبراهيم بن طهمان، وأسامة بن زيد وغيرهما، وروى عنه: إبراهيم بن شماس السمرقندي، وبقية بن الوليد، وسعيد بن عمرو الأشعثي، وغيرهم. أمه خوارزمية، وأبوه تركي، وكان عبدًا لرجل من بني حنظلة، خرج إلى العراق سنة (١٤١هـ)، كان طالبًا ومحبًا للعلم حتى قال عنه أحمد بت حنبل: لم يكن في زمان ابن المبارك أطلب للعلم منه. له مؤلفات منها: كتاب الرقائق، وكتاب الجهاد، توفى ﵀ سنة (١٨١هـ) . انظر: تهذيب الكمال (١/٤٦٦، ترجمة رقم: ٣٠٣)، الوفيات (ص: ١٤٣)، حلية الأولياء (٨/١٦٢)، الكاشف (٢/١٢٣، ترجمة: ٢٩٧٥) .

1 / 150