فيا كبدًا من لوعة الحب كلما ... ذكرت ومن رفض الهوى حين يرفض
ومن عبرة تذرى الدموع وزفرة ... تقضقض أطراف الحشا حين ننهض
إذا ما صرفت القلب في حب غيرها ... إذا حبها من دونه يتعرض
فيا ليتني أقرضت جدلًا صبابتي ... وأقرضني صبرًا عن الشوق مقرض
وأنشدنا أبو العباس:
تأتى أمور فلا تدري أعاجلها ... خير لنفسك أم ما فيه تأخير
فاستقدر الله خيرًا وارضين به ... فبينما العسر إذ دارت مياسير
وبينما المرء في الأحياء مغتبطًا ... إذ صار في الرمس تعفوه الأعاصير
يبكى عليه غريب ليس يعرفه ... وذو قرابته في الحي مسرور
حتى إذا لم يكن إلا تذكره ... والدهر أيتما حال دهارير
وحدثنا أبو العباس، حدثنا غير إنسان عن بعض الثقات، أنه رأى رجلًا يدفن وأهله مسرورون، فتعجبت من فرح من يدفنه، فسمعت هذه الأبيات، فقال لي رجل: أتدري من يقول هذه الأبيات؟ قلت: لا. قال: هذا الميت ينشدها. يعني هذه الأبيات التي مضت.
وقال أبو العباس في قوله ﷿: " يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا " قال: كل نبي بعض بالإسلام.
وأملى علينا: جاءت اليهود إلى النبي ﷺ يحتكمون إليه، فقالوا: في كتابنا أن لا تقتل الرؤساء بغيرهم، فقال ﷺ: " باطل، ليس هذا في كتاب الله فقالوا: إن حكمت بهذا وإلا لم نقبل. فأنزل الله ﷿: " وإن حكمت فاحكم بينهم بالقسط ".
وقال أبو العباس: العسيف: الأجير.
وقال في قوله ﷿: " إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات قال: ضعف عذاب الحياة وذعف عذاب الممات.
ويقال: إنه لمونق إذا كان يعجبه هذا وذا.
الجداد: أسفل الثوب وأنشد:
والليل غامر جدادها
" قل لا أسألكم عليه أجرًا إلا المودة في القربى ". يقال فيها على ضربين: إحداهما: تودوني في العرب أي تحفظوني في العرب، لأنه ليس بطن من العرب إلا وقد ولدته، والأخرى أن تحفظوا قرابتي. ثم قال فيها لما روى في المسائل فجمع القول وجاء بالمعنى، قال: أن تودوني في قرابتي بكم، أو تودوا قرابتي في.
وقال أبو العباس: يقال: جزم الرجل، إذا أكل أكلة واحدة في اليوم والليلة.
" فلا يخاف ظلمًا ولا هضمًا، أي ولا كسرا. يقال انهضم الطعام، إذا انكسر في بطنه؛ وهضمه: كسره.
الخزرج: ريح الجنوب.
المؤمن المهيمن قال: المؤمن: المصدق بالعبادة. والمهيمن: القاءم على كل شئ.
" يحسبهم الجاهل أغنياء " قال: الجاهل: الذي جهل أمور نفسه. " وهو مليم " قال: ألام يليم، إذا أتى ما يلام عليه.
وأنشد:
أحبه حبًا له سوارى ... كما يحب فرخه الحبارى
السوارى الشدة من الشئ والارتفاع، أي يزيد على الحب ويرتفع، أي يحب حتى يحمق. وأنشد في معناه:
وكل خنزير يحب ولده ... حتى الحبارى ويزف عنده
أي يعلمه الطيران كما يعلم العصفور ولده.
" فإن كان الذي عليه الحق سفيهًا أو ضعيفًا " قال: السفيه: الذي لا يحسن شيئًا، ولا يحسن أن يقرأ ولا يكتب، إذ لم يتعلم. والضعيف: الضعيف العقل، ويقال: الصبي والمرأة.
وأنشد:
فاذكرى موقفي إذا التقت الخي ... ل وسارت إلى الرجال الرجالا
أي سارت الخيل الرجال إلى الرجال.
ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أي لم يلبسوه بغيره.
" أسفل سافلين " و" أسفل السافلين " يقال: الهرم، ويقال: النار.
وقال أبو العباس: في " لإيلاف قريش " أقوال، قال الفراء: تكون لام تعجب، أي اعجبوا لهذا. وقال: " فجعلهم كعصف مأكول لهذا. وقال: هي من صلة: فليعبدوا رب هذا البيت " قال: ومعنى لإلاف قريش إيلافهم؛ يجعل مثل أنبتكم نباتًا، رده إلى الأصل.
وأنشد أبو العباس في معنى ما رد عن أصله:
أئن ذكرتك الدار منزلها جمل ... بكيت فماء العين منهمل جل
أراد نزول جمل إياها. وأنشد مثله:
أظليم إن مصابكم رجلًا ... أهدى السلام تحية ظلم
أراد إصابتكم فقال: مصابكم.
وكأن غالية تباكرها تحت الثياب إذا صغا النجم
قال: النجم الثريا إذا مالت بالغداة، وهو وقت تتغير فيه الأفواه.
أقصدته وأراد سلمكم ... إذ جاءكم فليهنه السلم
1 / 48