وقال أبو العباس في قوله " بل عجبت ويسخرون ": من نصب أراد بل عجبت يا محمد وهم يسخرون، ومن ضم قال ليس العجب من الله كمثله منا؛ لأنه قد علم قبل أن يكون، فهو بضد عجبنا. أي أريكم الآيات طول الزمان، فالعجب منكم ألا تفهموا. ثم قال بعد: هو منه رحمة، لو أنك خاطبت من لا يعلم ولا يفهم وأنت تعلمه، لقلت شبيهًا بالمتعجب: ليس بذاك، لا يفهم ولا يفهم، تعلمه ذلك رحمة منك له ورقة، ولا تزال توقفه. وقال أبو العباس: وقال الفراء: أرحم رجلين، فرجل يفهم ولا يطلب، ورجل يطلب ولا يفهم.
وقال أبو العباس في قوله ﷿: " ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون " قال: قد علموا ولكنهم يجحدون العلم والإقرار.
وقال في قوله ﷿: " إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين: قال: من طريق الدين.
وقال أبو العباس في قوله ﷿: " فانظر ماذا ترى " قال: ما تريني من صبرك. ويقال: كان ينظر ما رأيه ثم يعزم. و" ماذا ترى " ما تشير. و" ماذا ترى " ما تريني من أمرك.
ويقال عثر على أمره أي اطلع عليه؛ أعثرته: أطلعته.
ويقال حافر وأب، إذا كان مقعرًا يدخل فيه كل شيء. ويقال في وأب واب بلا همز.
ولا أب لك، ولا بلك. والأصل التثقيل.
وقال أبو العباس: الفراء يقول: لدن غدوة ينصب ويرفع ويخفض. فتأويل الرفع لدن كان غدوة، وينصب بخبر كان، ويخفض بعند، أي عند غدوة. ويقال أيضًا إذا رفعت هي بمعنى مذ.
قال ويروى عن مطرف أنه قال: وجدت العبد ملقى بين الله وبين الشيطان، فإن لم يجذبه الله غلب عليه الشيطان.
ثياب قسية: منسوبة. وأنشد لمحمد النميري:
ولما رأت ركب النميري أعرضت ... وكن من أن يلقينه حذرات
فأدنين حتى جاوز الركب فوقها ... ثيابًا من القسى والحبرات
فقال عبد الملك لمحمد النميري: ما كان الركب يا محمد؟ قال: أحمرة عجافًا قد حملت عليها قطرانًا من الطائف. فضحك، وأمر الحجاج أن لا يوذيه.
وسئل أبو العباس: لم يقال خفت أنك قائم، ولا يقال خفتك قائمًا إذا كان قياسًا على ظننت أنك؟ فقال: إنما يقال ضارع الحرف إذا أشبهه في حرفين وثلاثة، ليس في الباب كله. قال: خفت تكون للاستقبال، وظننت للثلاث الحالات.
وقال أبو العباس: كانت السحرة يجعلون السحر تحت كرسي سليمان، لما فقد، فلما مات ﷺ أخرجت اليهود السحر فقالوا: بهذا كان سليمان يعمل. فكانوا يعملون به وصار سنة لهم.
وقال أبو العباس في قوله صيحة واحدة ما لها من فواق: أي من إفاقة، أي إقلاع.
وأنشد عن ابن الأعرابي:
يا حبذا القامة والوجه الحسن ... وهيئة القد وإشراق البدن
قلت لها والعقل مني لم يبن وأنشد أبو العباس لأبي الخطاب عمر بن عيسى البهدلي، قال أبو العباس: كان في عصر هارون الرشيد:
ضجت ولجت في العتاب والعذل ... صخابة ذات لسان وجدل
لو صخبت شهرين دأبًا لم تبل ... وجعلت تكثر من قول العلل
حبك للباطل قدمًا قد شغل ... كسبك عن عيالنا قلت أجل
تبرمًا منى وعيًا بالحيل ... ويحك قد ضعفت عن ذاك العمل
ونكس الشيخ قفاه وسفل ... وضعفتت قوته فقد ذبل
والناس قد قالوا عليك بالبصل ... وجزرًا نيًا وهليونًا فكل
والبيض تحسوه وبالبيض المثل ... وافل العصافير بزيت لا بخل
والحبة الخضراء كلها بالعسل ... والجوز والخشخاش عنه لا تسل
واشرب نبيذ الصرفان لا الدقل ... فقلت عزم عاجل فهل عمل
ترضى به ذات الخضاب والحلل ... قالوا عسى قلت عسى في است الجمل
مالي وضرب القلعى ذى الخلل ... على دواء دغل من الدغل
قال أبو العباس: الخلل: جلود السيوف. ويقال مالي وزيد وزيدًا، ولا رفع. وكلام العرب: مالي والباطل. وأنشد:
يا قوم مالي وأبا ذؤيب ... كنت إذا أتوته من غيب
يشم عطفي ويبز ثوبي ... كأنما أربته بريب
رجع
قد صرت أخشى أجلي قبل الأجل ... ومات أخداني الألى كنت أصل
وصرت كالنسر الذي قيل انتقل ... فقال أفنى لبدًا حتى حجل
1 / 36