198

Les Assemblées du Sultan Ghuri : Pages d'histoire de l'Égypte au dixième siècle de l'Hégire

مجالس السلطان الغوري: صفحات من تاريخ مصر في القرن العاشر الهجري

Genres

سؤال:

الإيمان مخلوق أو غير مخلوق؟

كتب شيخ الإسلام (يعني) الإمام الأعظم قدوة الأنام في العالم (أعني) برهان الدين بن أبي شريف، وقد تصدى لهذا، الجواب الشريف، وهو هذا.

الجواب:

الحمد لله على ما ألهم، من كشف ما أوهم، وبيان ما أشكل وأبهم، ووفق للدقائق وفهم، وفاوت بين الأفهام فبعض من بعض أفهم.

أحمده على ما منح من معارف بها الكريم فتح، ووسع لها الصدر وفسح، ففي رياضها الطرف سرح، ومن حياضها نهل طرف الأسرار ومرح، خاض المعاني لجج بحر المعاني لما لمشكلها شرح، كم نشأة أدام مدامها وللقلب شرح.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الذي أنزلنا منازل الأمان، بالتحلي بجواهر الإيمان، فإقرارنا بألفاظنا، وتصديقنا بجناننا من جملة أفعالنا، وصفات من أقررنا له بالتوحيد والتقديس والتمجيد لها وصف القدم، فمن حقق لم تزل منه القدم.

وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله الذي جلى الظلم صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين جاهدوا من بالشرك ظلم.

وبعد؛ فقد طرق المسامع، ما لا يرضاه السامع، من حمل كلام الأئمة، على ما لا يرضى إطلاقه علماء الأمة، بما لا يورد في كل الأمكنة، إلا ذوو الأفهام المتمكنة، فبعض من قصد إدراكه ربما أخطأ في فهم المراد، فخاض بحار الحيرة ولم يجد له من راد، فإنه نقل عن بعض مشايخ الحنفية مقالة ذكرها، وغفل أن كلا من محققيهم أنكرها، من أن الإيمان غير مخلوق بل قديم، وأن من قال بحدوثه فهمه غير مستقيم، وأنه يخشى عليه الكفر، وإطلاق هذا القول من أشد النكر.

وقد قال أبو حنيفة رضي الله عنه حين سألوه في وصية يذكرها في مرض الموت ويسمعونها منه: نقر بأن العبد مع جميع أعماله وإقراره ومعرفته مخلوق، فأشعر أنه مسبوق بالعدم غير موصوف بالقدم.

Page inconnue