============================================================
المبحث الأول/ العقيدة الإسلامية بين التنزيه والتجسيم وسألت أبا الحسن العطار عن ذلك، فحدثني بحديث مجاهد، ثم قال: سمعت محمد ابن مصعب العابد(1)، يقول: "هذا حيى ترى الخلائق منزلته عند ربه تبارك وتعالى وكرامته لديه، ثم ينصرف محمد إلى غرفه وجناته وأزواجه، ثم ينفرد بربوبيته"(2).
وفي هذا الكلام إثبات لربوبية سيدنا محمد حالة كونه جالسا مع الله تعالى على العرش ثم يرجع إلى بشريته التي كان عليها!!! وهذه مجازفة لا تخفى على كل عاقل يؤمن بالله ربا وبالإسلام دينا وبسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم نبييا.
16- ووصفوه تعالى عن قولهم علؤا كبيرا بأنه يلهو ويلعب: حيث رووا: عن خالد ابن معدان(3)، قال: "إن الله لم يمسل بيده إلا آدم صلوات الله عليه خلقه بيده، والجنة، والتوراة كتبها بيده"(2). قال: "ودملج(5) الله ك لؤلؤة بيده فغرس فيها قضيبا، فقال: امتدي حتى أرضي وأخرجي ما فيك بإذني، فأخرجت الأنهار والثمار"(2).
17- ووصفوه تعالى عن قولهم بأنه يتردد في اتخاذ الحكم: حيث جاء عن أبي هريرةطله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الله قال: من عادى لي وليا (1) هو محمد بن مصعب القرقساني صاحب الأوزاعي، قال أبو حاتم: ليس بالقوي. وقال النسائي: ضعيف. وقال الخطيب: كثير الغلط لتحديثه من حفظه، ويذكر عنه الخير والصلاح. وقال الإمام ابن عدي: ليس عندي برواياته بأس انظر: الذهبي، ميزان الاعتدال في نقض الرجال (42/4) .
(2) ابن أبي يعلى، طبقات الحنابلة (10/2).
(3) هو خالد بن معدان بن أبي كرب الكلاعي، أبو عبد الله، تابعي. أصله من اليمن، وإقامته في حمص بالشام وكان يتولى شرطة يزيد بن معاوية انظر ترجمته: الصفدي، الوافي بالوفيات .(159/13 (4) وهل تقول المجسمة في قول الله تعالى: أولتيروا أنا خلقنا لهم مما عملت أدينا أنمكما فهم لها مللكون) [يس/ 71]: إن الأنعام من خيل وايل وحمير وبقر وبغال وغيرها مسها الله تعالى عن قولهم أيضا؟11 (5) قال ابن منظور في "لسان العرب" (2/ 276): "الدفلجة تسوية الشيء كما يدملج السوار، وفي حديث خالد بن معدان: "دفلج الله لؤلؤة" دملج الشيء إذا سواه وأحسن صنعته".
(2) عبد الله بن أحمد، السنة (ص/297).
Page 94