============================================================
المبحث الثاني (المحكم والمتشابه في القرآن العظيم المباشر له، ينسب إلى ما هو سببه ومسهله؛ نحو أن يقال: (الرحمن علم)، وإنما علمنا من علمه النبي، وعلم النبي جيريل، وجئريل علمه الله فصح أن ينسب إليه، ولهذا قد ينسب فعل واحد تارة إلى الله وتارة إلى غيره؛ نحو: { قل يتوفتكم ملك الموت) [السجدة/11]، وقال تعالى: { الله يتوفى الأنفس) [الزمر/42) (...). وقوله: ظلل)، جمع ظلة، يقال: ظلة وظلل وظلال، نحو خلة وخلل وخلال، والإشارة بهدف إما إلى
أمطار عذاب، كعارض عاد المذكور في قوله: هذا عارض ممطرنا} [الأحقاف (24]، أو إلى أهوال القيامة، وقوله: هل ينظرون* على طريق التهديد والوعيد"(1).
تأويل قول الله تعالى: بل يداء مبسوطتان *[المائدة(64])، وقوله تعالى: يدالله فوق أيديهم } [الفتح/10]، وقوله تعالى: كابليش ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدى) و ([ص/75]. وقوله تعالى: فسبحن الذى بيدرو ملكوت كل شيء واليو ترجعون} [يس/83]: قال الحافظ ابن الجوزي في كتابه "دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه": "اليد في اللغة: بمعنى التعمة والإحسان. قال الشاعر: متى تناخي عند باب بني هاشم تريحي فتلقي من فواضله يدا ومعنى قول اليهود يد الله مغلولة [المائدة(64]، أي: محبوسة عن النفقة. واليد: القوة، يقولون: ما لنا بهذا الأمر من يد، وقوله تعالى: بل يداء مبسوطتان} [المائدة(64]، أي نعمته وقدرته. وقوله *لما خلقت بيدى} أي: بقدرتي ونعمتي، وقال الحسن في قوله تعالى: يدالله فوق أيديهم} [الفتح/10]، أي: منته وإحسانه. قلت: هذا كلام المحققين: وقال القاضي أبو يعلى: "اليدان صفتان ذاتيتان تسميان باليدين". قلت: وهذا تصرف بالرأي لا دليل عليه. وقال ابن عقيل: "معنى الآية لما خلقت أنا، فهو كقوله: ذلك بماقدمت يدالك} [الحج/10] أي بما قدمت أنت". وقد قال بعض البله: لو لم يكن لآدم عليه السلام مزية على سائر الحيوانات بخلقه باليد التي هي صفة لما عظمه بذكرها (1) الراغب الأصفهاني، تفسير الراغب الأصفهاني (434/1 - 435).
Page 146