فمن مفهوماتها باعتبار دلالة المفهوم التي اختلف فيها -كما قدمناه قبل- هل هي دلالة قياسية -كما هو المنقول عن الشافعي رحمه الله ورضي عنه وحكي عن الأكثرين، فيما ذكره أبو القاسم عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم بن الفضل بن الحسن بن الحسين الرافعي رحمه الله-.
أو هي دلالة لفظية -كما ذهب إليه شيخ الشافعية أبو حامد أحمد بن أبي الطاهر محمد بن أحمد الإسفراييني إمام أهل العراق، وذكر أنه الصحيح من المذهب؟-.
فمن مفهوم الآيات: الإشارة إلى أقسام نعم الله تعالى، وهي -وإن كانت لا تحصى- فهي على ثلاثة أقسام كلها مأخوذ من هذه الآيات، فقسم أعيان، وقسم أوصاف، وقسم معان.
فمن الأعيان -وهو أجلها-: رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي من الله عز وجل ببعثته على المؤمنين، بل أنعم به على جميع المخلوقين، قال الله عز وجل: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}.
ومن الأوصاف في هذه الآيات: نعمة الله على هذه الأمة أمة الإجابة حيث سماهم المؤمنين، وخاطبهم في الكتاب المذكور في قوله تعالى: {ويعلمهم الكتاب}: بقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا}.
وكذلك نعمته عليهم بالتزكية، من قوله تعالى {ويزكيهم} فصارت الأمة به صالحين أمة وسطا عدولا خيارا. قال الله عز وجل في الكتاب الذي علمهم إياه: {كنتم خير أمة أخرجت للناس}.
ومن المعاني: علم الشريعة المشار إليه بقوله تعالى: {ويعلمهم الكتاب والحكمة}.
Page 324