============================================================
الجالس العؤيدية تعبر ولميها على كبدها فى ذاتها تحصر . وليس فى المعهود فاعل يقصر دون مفعوله، ولا مالك يضعف عن مملوكه ، فقد دل بهذا العيان على كون الأفلاك والأنجم غير الصانع ، بل خلقها الصانع سببا لإنشاء الصور الإنسانية . وآلة لوجودها. على أن الإنسان المخلوق بتوسطها أشرف وأعلى منزلة منها بالقوى الناطقة والعاقلة التى صار بها حاكما ، والأفلاك محكوما عليها .
فاذا استقر وهو مستقر - إلا عند من طبع الله على قلبه - فقد زال حكم التلاشى، ويطل القول به ، ودحضت حجة أهله .
ويقى الكلام على القسمين الآخرين اللذين هما العثاب والععاقب ، وأنه ييستحيل عودهما إلى الدنيا . أما المثاب فمن أجل أنه يمتنع لمن حصل فوق الغبراء حت اديم البماء ، وطعم من الدنيا مطعومها، وشم مشمومها، وسرح فى فسحة فضائها ، أن يرجع ألى أغطية الأصلاب والأرحام ، وكذلك الفرق بين دار الدنيا ودار السلام ، فممتنع أن يكون منعهما يتقهقر عن النعيم إلى الجحيم ، ويرتد فى الحافرة من العيشة الراضية إلى نكد العيش الذميم : واما المعاقب فيمتنع عوده أيضا لكونه محبوبا بما جناه ، مرهونا بما قدمت يداه ، فيمتنع الرجوع إلى دار الدنيا ، التى هى جنة بالنسبة إلى ما يقاسيه من ا ل لا ا ا (1) سورة العؤمنون : 100،99.
Page 329