============================================================
المجالس فؤيدية وقدممحدم ماقرىء عليكم من شأن من ذان بالهية البشر ممن مضى وخبره فخاب فى الدارين وخسر، ما فيه عبره لمن اعتبد ، وذكرى لعن ذكد ، استعيذوا بالله تعالى من الوقوف فى موقف شركهم ، واطلاق الألمن بملل افترائهم وافكهم ، وذلك أن قوما اعتقدوا فى على عليه السلام وبعض الأئمة من ولده ما اعتقده النصارى فى العسيح عليه السلام ، ورجحوا عليهم فى كفرهم ، بأنهم لو يوجبوا دار ثواب ولا عقاب غير دار الدنيا هذه ، فالعفابون عندهم أهل الاتماع والروة وصعة الأبدان واستقامة الأحوال ، والمعاقبون أهل الفقر والقلة وذوو الأعلال والأمراض والزمانة ، والنصبارى لاترى الدنيا دارثواب ولا عقاب . فهم بهذا الاعتقاد الفاسد أعمى من النصارى وأضل سبيلا ب ومعلوم لكل ذى عقل أن الدنيا لاتصح منها لذة ، لأن لذاتها هى دفع م ضارها يدل على ذلك أن ألذما يكون الطعام إذا كان الاكل مرهقا بالجوع ، وألذما يكون الشراب إذا كان الشارب مرهقا بالعطش ، وذلك توابعهما . فالإنسان ما عاش يداوى علة بعد علة ، ويعيط عن نفسه أذى بعد اذى ، فعداوة الأعلال لا تمتحق الكفاية عنها باللذات . وإن جنة تكون هذه سبيلها ، وتكون مقاساة البول والغائط والعمى والالام والأستقام فى مضمارها لجدة ذليلة خسيسة ، وإن معاناة حمى يوم واحد ، لا يمائل بها ملك الدنيا لو حيذ لرجل ، فضلا عما يتعقبه من العوت وسكراته . والعوت هو الذى يفرق جمعه ، وببدد شمله ، ويؤتم ولده . وهذا إذاكان الموت هو العوتة الأولى ، فكيف أن يتوالى عليه موت بعد موت ، على رأى من يعدقد هذه العقالة السخيفة من رجعة بعد رجعة فيا ضعف عقل من يتخذ ذلى ديذا، ويرى بطلانه من الحجة التى ذكرناها برهانا مبينا .
Page 133