19

قال: إنما هم يقعون فيمن قد رضي الله عنه، ثم ذهب يعد العشرة فلم يحسن.

فقلت له: تحب أن أحسبهم لك؟

قال: نعم.

قلت هم: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وسعد، وسعيد، وأبو عبيدة بن الجراح، وعبد الرحمن بن عوف.ثم قلت له: ما تقول هؤلاء العشرة؟

قال: هؤلاء الذين قال الله فيهم عز وجل: { لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم...الآية} [الفتح: 18].

قلت له: يا شيخ، مثلك على هذه السن وهذه الشيبة يطعن على أصحاب النبي صلى الله عليه، ويقع فيهم.

قال: كيف ذلك؟!

قلت: إذا كان عندك أن الله سبحانه لم يرض إلا على هؤلاء العشرة، فكأنه قد سخط على الباقين من أصحاب النبي صلى الله/17/عليه، ليس عندي أن مسلما يتكلم بمثل هذا، أين ذو الشهادتين؟ وأين التيهان؟ أين المهاجرون والأنصار؟

ثم قلت له: يا شيخ، أنت تروي أنت وأصحابك أنه لا يجتمع القاتل والمقتول في موضع واحد.

قال: نعم.

قلت له: أليس قولكم إن القاتل خلع عن المقتول ذنوبه كما يخلع الإنسان لحافه؟

قال: نعم.

قلت: فأخبرني عن عثمان بن عفان أين قتل؟

قال: بالمدينة.

قلت: وعلي بن أبي طالب حاضر.

قال: نعم.

قلت: بلغك أنه نهنه عنه بيد أوبلسان.

قال: لا.

قلت: فأخبرني عن طلحة بن عبيد الله في مصاف من قتل؟

قال: في مصاف علي عليه السلام.

قلت: فإلى من أتي برأس الزبير بن العوام؟

قال: إلى علي.

قلت: فهؤلاء يجتمعون في مكان واحد؟!

قال: فتجبر.

ثم قلت له: يا شيخ، كلامكم ينقض بعضه بعضا.

Page 22