٣- السيرة العلمية للمؤلّف
طلبه العلم:
نشأ ابن عبد الهادي منذ صغره في مدينة دمشق وسط جو علمي في عصر يعج بالعلماء، والبيت الذي ترعرع فيه ابن الهادي في بلدته بيت علم وصلاح كما أسلفنا عند ذكر أسرته١.
وقد بدأ ابن عبد الهادي طلبه للعلم مبكرًا كغيره من أبناء عصره، فتعلم مبادئ القراءة في الكتاتيب، وتفقه بأبيه وجده، ثم عكف على طلب العلم فقرأ القرآن وكذا الحديث على جماعة من شيوخ عصره وفي مدارس دمشق٢، وما زال مجدًّا في الطلب حتى سمع من كبار علماء دمشق، عند ذلك اشتاقت نفسه للرحلة خارج دمشق كما هي عادة غالب طلاب العلم.
رحلاته:
مع أن دمشق أحد مراكز العلم في عصر المؤلف، لما تتسم به من كثرة العلماء والشيوخ، ومدارس العلم، إلا أن ابن عبد الهادي لم يكتف بالأخذ عنهم، بل أراد الرحلة خارج بلده، والاستزادة من علماء البلاد الأخرى، وهذا دأب معظم طلاب العلم، فالرحلة عندهم أمر لا بد منه، وقد مضى ابن عبد الهادي على طريقة من سبقه من أهل العلم، فأكثر الرحلة إلى البلاد الأخرى حيث وصفه تلميذه ابن طولون بـ: (الرُّحلَة) ٣، وقد صرحت
_________
١ انظر ص: ٣٤، ٣٥.
٢ ابن عثيمين: مقدمة الجوهر المنضد ص: ١٣، مقدمة بحر الدم ص: ١٦.
٣ ابن حميد: السحب الوابلة ص: ٤٨٧.
1 / 39