في أوعيتكم"، فأخذوا في أوعيتهم حتى ما تركوا في العكسر وعاء، إلا ملأوه، وأكلوا حتى شبعوا، وفضلت منه فضلة، فقال رسول الله: "أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أني رسول الله، لا يلقى الله بها عبد غير شاك، فيحجب عن الجنة" ١.
وعن ابن عباس ﵄ أن رجلًا أتى عمر بن الخطاب٢ ﵁ ف قال: "امرأة جاءت تبايعه٣ فأدخلها الدولج٤ فأصبت منها ما دون الجماع؟ "، فقال: "ويحك لعلها مُغيبة٥ في سبيل الله؟ "، ونزل القرآن: ﴿وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفِيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السّيِّئَاتِ﴾ [هود: ١١٤]، / [٢٤ / ب]، إلى آخر الآية، فقال: "يا رسول الله إليّ خاصة أم للناس عامة؟ "، فضرب صدره - يعني عمر - بيده، وقال: "لا، ولا نَعْمة عين، بل للناس عامة"، فقال رسول الله ﷺ: "صدق عُمر" ٦.
وعن عبيدة٧، قال: "جاء عيينة بن حصن٨ والأقرع
١ مسلم: الصّحيح، كتاب الإيمان ١/٥٦، رقم: ٢٧.
٢ هكذا ف في الأصل والمسند.
٣ تبتاع منه.
٤ الدولج: المخدع. وهو البيت الصغير داخل البيت الكبير. (لسان العرب ٢/٢٧٤) .
٥ المُغيبة: والمُغيب: التي غاب عنها زوجها. (النهاية ٣/٣٩٩) .
٦ أخرجه أحمد: المسند ٤/٤١، قم: ٢٢٠٦، قال أحمد شاكر: "إسناده صحيح". وأورده الهيثمي: مجمع الزوائد ٧/٣٨، بنحوه وقال: "رواه أحمد والطبراني في الكبير - بزيادة - وفي الأوسط باختصار كثير، وفي إسناده أحمد والكبير عليّ بن زيد، وهو سيئ الحفظ ثقة، وبقية رجاله ثقات، وإسناد الأوسط ضعيف".
٧ عبيدة بن عمرو السلماني المرادي الكوفي، تابعي كبير مخضرم، فقيه ثقة، توفي سنة اثنتين وسبعين. (التقريب ص ٣٧٩) .
٨ الفزاري: أسلم قبل الفتح وشهدها، وشهد حنينًا والطائف، ثم ارتدّ بعد وفاة النبي ﷺ، ثم رجع إلى الإسلام، وتوفي في خلافة عثمان ﵁. (الإصابة ٥/٥٥) .