229

La pure vérité sur les vertus du Prince des Croyants Omar Ibn Al-Khattâb

محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب

Enquêteur

عبد العزيز بن محمد بن عبد المحسن الفريح

Maison d'édition

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية ومكتبة أضواء السلف

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

1420 AH

Lieu d'édition

المدينة النبوية والرياض

يضيِّعني الله أبدًا"، فانطلق عمر إلى أبي بكر فقال له مثل ما قال للنبي ﷺ: "إنه رسول الله ولن يضيّعه الله أبدًا"، فنزلت سورة الفتح، فقرأها رسول الله ﷺ على عمر إلى آخرها، قال عمر: "يا رسول الله أوفتح هو؟ "، قال: "نعم" ١.
وفي رواية، قال عمر: "فأتيت نبي الله ﷺ فقلت: ألستَ نبي الله حقًا؟ قال: "بلى"، قلت: ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال: "بلى"، قلت: فلمَ نُعطي الدَنيَّة في ديننا إذًا؟ قال: "إني رسول الله ولستُ أعصِيهِ وهو ناصري"، قلت: أوَليس كنت تحدّثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به؟ قال: "بلى، فأخبرتك أنا نأتيه العام؟ "، قال: قلت: لا. قال: "فإنك آتيه ومُطّوِّف به". قال: فأتيت أبا بكر فقلت: يا أبا بكر أليس هذا نبي الله حقًا؟ قال: "بلى"، قلت: ألسنا على الحق وعدوّنا على الباطل؟ قال: "بلى"، قلت: فلِمَ نعطي الدنيّة في ديننا إذًا؟ قال: "أيها الرجل إنه رسول الله وليس يعصي ربّه وهو ناصره، فاستمسك بغرزه٢، فوالله إنه على الحق. "قلت: أليس كان يحدّثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به؟ "، قال: "بلى، فأخبرك أنك تأتيه العام؟ "، قلت: لا. قال: "فإنك آتيه ومطوّف به". قال الزهري٣: قال عمر: "فعملت لذلك أعمالًا"٤.
وفي الصحيحين في حديث حاطب٥ لما أرسل النبي ﷺ عليًّا والزبير

١ البخاري: الصحيح، كتاب الجزية ٣/١١٦٢، رقم: ٣٠١١.
٢ الغرز: ركاب من جلد، والمراد: التمسك بأمره، وترك المخالفة له، كالذي يمسك بركاب الفارس فلا يفارقه. (انظر: القاموس ص ٦٦٨، وفتح الباري ٥/٣٤٦) .
٣ محمّد بن مسلم.
٤ البخاري: الصحيح، كتاب الشروط ٨/٩٧٨، رقم: ٢٥٨٢، بأطول.
٥ ابن أبي بلتعة اللخمي، شهد بدرًا، وتوفي سنة ثلاثين في خلافة عثمان. (الإصابة ١/٣١٤) .

1 / 247