272

Les Mérites et les Vices

المحاسن والأضداد

Maison d'édition

دار ومكتبة الهلال

Lieu d'édition

بيروت

أرتجي خالقي وأعلم حقًا ... أنه ما يشاء ربي كفاني لا تلمني، وارفق خليلي بشأني ... إنه ما عناك يومًا عناني قال علي بن الحسين: فو الله ما رأيت أحسن منها، ولا أرق من غنائها بهذا الصوت، فما برحت حتى اصطلحا، وألهتني، والله، عن الغنى؛ فأقمت بالبصرة. وعن الكلبي «١»، قال: بينا عمر بن أبي ربيعة يطوف بالبيت في حال نسكه، فإذا هو بشاب قد دنا من شابة ظاهرة الجمال؛ فألقى إليها كلامًا، فقال له عمر: «يا عدو الله، في بلد الله الحرام، وعند بيته تصنع هذا»؟ فقال: «يا عماه، إنها ابنة عمي، وأحب الناس إلي، وإني عندها لكذلك، وما كان بيني وبينها من سوء قط أكثر مما رأيت» . قال: «ومن أنت»؟ قال: «أنا فلان بن فلان»، قال: «أفلا تتزوجها»؟ قال: «أبى علي أبوها»، قال: «ولم»؟ قال: «يقول ليس لك مال»، فقال: «انصرف، والقني»، فلقيه بعد ذلك، فدعا ببغلته فركبها، ثم أتى عم الفتى في منزله، فخرج إليه فرحًا بمجيئه، ورحب وقرب، فقال: «ما حاجتك، يا أبا الخطاب»؟ قال: لم أرك منذ أيام فاشتقت إليك، قال: «فانزل»، فأنزله وألطفه، فقال له عمر في بعض حديثه: «إني رأيت ابن أخيك، فأعجبني تحركه، وما رأيت من جماله وشبابه»، قال له: «أجل! ما يغيب عنك أفضل مما رأيت»، قال: «فهل لك من ولد»؟ قال: «لا، إلا فلانة» . قال: «فما يمنعك أن تزوجه إياها»؟ قال: «إنه لا مال له» قال: «فإن لم يكن له مال، فلك مال»، قال: فإني أضن به عنه، قال: لكني لا أضن به عنه، فزوجه واحتكم، قال: مائة دينار، قال: نعم. فدفعها عنه، وتزوجها الفتى، وانصرف عمر إلى منزله، فقامت إليه جارية من جواريه، فأخذت رداءه، وألقى نفسه على فراشها وجعل يتقلب؛ فأتته بطعام، فلم يتعرض له، فقالت: أظنك، والله، قد وجدت

1 / 297