Maghanim
المغانم المطابة في معالم طابة
Maison d'édition
مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة
Numéro d'édition
الأولى
Année de publication
١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م
Genres
/١٧ وقال آخر:
وَفِي الجَهْلِ قَبْلَ المَوْتِ مَوْتٌ لأَهْلِهِ
الثاني: لَا خِلَافَ أنه ﷺ قُبِضَ عن الدُّنْيَا بِظَاهِرِ بَشَريَّته، وأَنَّهُ خُيّرَ ﷺ بَيْنَ الدُّنْيَا وَبَيْنَ ما عِندَ الله تعالى، فاخْتَار ما عند الله ﷿ (^١)، وصَارَ إلى الرَّفِيقِ الأَعْلَى وَجَنَّتِه، وذلك يُسَمَّى مَوْتًا وانْتِقالًا إلى الآخِرَةِ، مع ثُبُوتِ وَصْفِ الحَيَاةِ الحقيقية (^٢)، والأَوْصَافِ الكَرِيِمَةِ السَّنِيَّةِ، من العِلْمِ، والإِدْرَاكِ، والاطِلاعِ، والتَّصَرُّفِ في العَوَالِمِ، والنِّعَمِ (^٣) بِعَوَالِمِ القُدْسِ، والوصُولِ إلى الجنات، والإِشْرَافِ على أُمُورِ الدُّنْيَا والآخِرَةِ (^٤)، وذلك لا يُنَاقِضُ ما ذُكِرَ.
الثالث: قَوْلُنَا: زيد حَيٌّ مَيِّتٌ، من غير تَعْيينِ جِهَتَي القَضِيَّةِ، لا يَلْزَمُ منه تَنَاقُضُهُما؛ لأنه لا يتَحَقَّقُ تَناقُضُ قَضِيَّتَيْنِ حتى تُسْتَوْفَى فيهما شُرُوطُ التَّنَاقُضِ، فلا يلزم وُرودُ السُّؤالِ حتى يُثْبِتَ السَّائِلُ تَنَاقُضَهُما بذِكْرِ تَمامِ شُروطِ النَّقِيض، وهذا في حكم المُناظَرَةِ جَوابٌ فيما ذكر، وحاصل ذلك أنه لا يَرِدُ حتى تتبيَّن المناقضةُ، وعند ذلك يُسَلَّمُ أو يُمْنَعُ.
الرابع: أنَّ الموتَ المنسوبَ إلى الرُّسُلِ والنبيين، أمرٌ لا يُسَاويهم فيه غَيْرُهم، لاسِيَّما سَيِّدُهم وإِمَامُهم ﷺ، وهو قد قال ﷺ: «إني لَسْتُ كَهَيْئَتِكُمْ،
(^١) عن أبي سعيد الخدري ﵁ قال: خطب رسول الله ﷺ الناس وقال: إن الله خير عبدًا بين الدنيا وبين ماعنده، فاختار ذلك العبد ماعند الله. أخرجه البخاري، في فضائل أصحاب النبي ﷺ، باب قول النبي ﷺ: سدوا الأبواب إلا باب أبي بكر، برقم:٣٦٥٤. (^٢) سقطت ألف الكلمة من الأصل. (^٣) جمع: نِعْمة، وهي: المَسرَّة. القاموس (نعم) ص ١١٦٢. (^٤) هذه العبارات فيها غلو شديد من المؤلف بالنبي ﷺ، بل إن وصف النبي ﷺ بالتصرف في العوالم والإشراف على أمور الدنيا والآخرة يتناقض مع الاعتقاد الصحيح إذ هذا لايليق إلا بالله ﷿.
1 / 96