ـ وعن أنس (^١) ﵁ قال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ فَنَظَرَ إِلَى جُدُرَاتِ (^٢) الْمَدِينَةِ أَوْضَعَ (^٣) رَاحِلَتَهُ وَإِنْ كَانَ عَلَى دَابَّةٍ حَرَّكَهَا مِنْ حُبِّها.
أخرجه البخاري في صحيحه، والترمذي في جامعه (^٤).
ـ وعن أمير المؤمنين عَلِي بن أبي طالب ﵁ قَالَ: مَا كَتَبْنَا عَنِ رسول الله ﷺ إِلا الْقُرْآنَ وَمَا فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ، قَالَ: قال رَسُولُ الله ﷺ: «الْمَدِينَةُ حَرَامٌ مَا بَيْنَ عَيْرٍ إِلَى ثَوْرٍ فَمَنْ أَحْدَثَ (^٥) فيها حَدَثًا أَوْ آوَى مُحْدِثًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ لا يُقْبَلُ مِنْهُ عَدْلٌ وَلا صَرْفٌ (^٦) ذِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ يَسْعَى بِهَا أَدْنَاهُمْ فَمَنْ أَخْفَرَ مُسْلِمًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ لا يُقْبَلُ مِنْهُ عَدْلٌ وَلا صَرْفٌ».
(^١) في الأصل: (جابر بن سمرة). والصحيح أن هذا الحديث من مسند أنس ﵁، كما في البخاري والترمذي.
(^٢) جُدُرَات: جمع جُدُر، والجُدُر جمع جدار. القاموس (الجدر) ص ٣٦٢، فتح الباري ٣/ ٦٢٠.
(^٣) أوضع راحلته: أي حملها على سرعة السير. النهاية (وضع) ٥/ ١٩٦، القاموس (وضع) ص ٧٧٢.
(^٤) أخرجه البخاري، في فضائل المدينة، باب المدينة تنفي الخبث، رقم:١٨٨٦،٤/ ١١٧. والترمذي، في الدعوات، باب ما يقول إذا قدم من السفر، رقم: ٣٤٤١، ٥/ ٤٩٩.
(^٥) الحدث: الأمر الحادث المنكر الذي ليس بمعتاد ولامعروف في السنّة. ومعنى إيواء المحدث: الرضا به، والصبر عليه، فإنه إذا رضي بالبدعة وأقرّ فاعلها ولم ينكر عليه فقد آواه. النهاية ١/ ٣٥١ (حدث).
(^٦) العدل: الفدية، والصرف: التوبة. النهاية ٣/ ٢٤،١٩٠. القاموس (صرف) ص ٨٢٦، (عدل) ص ١٠٣٠.