La Conception de la Méthode Scientifique
مفهوم المنهج العلمي
Genres
5
أولى هذه المعوقات تكمن في الزعم بغيابها عن تراثنا وعن ثوابت ثقافتنا وغربة العلم عنا، وأنه صنيعة الآخر الغربي، ويرتبط بهذا النظرة التجديفية للعلم؛ فقد دخل ذات مرة - أو مرات - في صراع مع الكنيسة ومع الدين. وقد ننطق «العلمانية» خطأ بكسر العين، بعد أن نضعها كضد مقابل للدينية، ثم نستنفد الجهد في خيار عقيم وعصيب وزائف، وغير مطروح في ثقافتنا. وثمة أيضا معوقات آتية من النظرة التبجيلية التعجيزية للعلم؛ فهو منشط البلدان المتقدمة، والصفوة من أزكى الأفراد وأفضلهم، ومن عداهم لا شأن لهم بالمنهج العلمي. ومثلها النظرة الترفية للعلم، فهو يحتاج لتمويل واستعدادات وإمكانيات ضخمة لا قبل لنا بها، وبالتالي لا شأن لعمومنا وعوامنا بآلياتها، وعلى رأسها المنهج، ليتكرس همنا الثقافي فيما نستطيعه وما هو أكثر إلحاحا في عالمنا، وحسبنا التعليم لا العلم. وأيضا فكرة العلم النافع والعلم غير النافع، ليقتصر اهتمامنا على العلوم ذات التطبيقات التقانية المباشرة، التي تتحول على الفور إلى ما ينفع ويفيد، ودع عنك العلوم البحتة أو العلوم الأساسية، فضلا عن الأساس الأعمق لكل هذا وهو المنهج. وهذا التصور ناتج عن نظرة شائهة لمنظومة العلم، وكأنه بضعة أشياء نأخذ منها وندع! وليست نسقا محكوما بعلاقات منطقية.
الإيجابيات الماثلة لمفهوم المنهج العلمي، وارتهان التحديث والتقدم بفعالياته، لا يتيح لنا خيارا سوى العمل على إزالة مثل هذه العقبات وسواها، من أجل شحذ تفعيله في واقعنا ... نشدانا لحاضر منجز ومستقبل أفضل.
Page inconnue