La Conception de la Méthode Scientifique
مفهوم المنهج العلمي
Genres
Science
معرفة ونشاط معرفي. وعن الأصول الإتيمولوجية؛ أي اللغوية والاشتقاقية للفظة «العلم»، نجد في اللغة العربية أولا أن لفظ «علم» تعود إلى العلام والعلامة، فهي في أصلها اللغوي البعيد من الحسي: العلام أي الحناء لما يترك من أثر باللون. والعلامة ما تترك في الشيء مما يعرف به. ومن هذا العلم: لما يعرف به الشيء أو الشخص، كعلم الطريق، وعلم الجيش (الراية)، وسمي الجبل علما لذلك، ومنه: علمت الشيء أي عرفت علامته وما يميزه، ونقيضه الجهل، وتكون بعد ذلك المعاني الخاصة والاصطلاحية للعلم.
2
وهذه المعاني تفيد ضربا من المعرفة الوثيقة المثبتة، تقوم على الإدراك والتعقل وحصول صورة الشيء في الذهن، فنقول «علمت الشيء أي عرفت علامته وما يميزه»، وفي لغتنا الدارجة نقول: «ربنا يعلم»، ولا نقول أبدا «ربنا يعرف»؛ فالله هو العالم والعليم وليس العارف فحسب. وفي المقابل نقول: «عرفت الله»، ولا نقول علمت الله. هذه الحدود بين المعرفة بشكل عام والعلم بشكل خاص أمر له قيمته، لكنه لا يصنع تعريفا وتحديدا للعلم الحديث المقصود الآن على وجه التعيين.
وفي اللغة الإنجليزية أيضا كلمة
Science
تعود إلى الكلمة اللاتينية
Scientia ، وهي الأخرى تعني «المعرفة» على عمومها. ولكن اللافت حقا هو أن مصطلح العالم
Scientist ، قد صيغ فقط في عشرينيات القرن التاسع عشر، حين اقترحه الفيلسوف/العالم وليم ويول
W. Whewell (1866-1794م) على زملائه من أعضاء الجمعية الملكية للعلوم في لندن، لتعيين ذلك النشاط المعرفي الاحترافي النامي مؤخرا؛ أي البحث العلمي تحديدا؛ فقد ترسمت حدود العلم ومعالمه كنشاط تخصصي مستقل ومتميز، له آليات متعينة ووسائل نافذة تحكم عملية إنتاج منتظمة ومتواصلة للمعرفة. ومعنى هذا أنه منذ ذلك الحين قد ترسمت حدود البحث العلمي بوصفه نشاطا ذا منهج معين، وبات «العلم» مصطلحا محدثا اتفقنا على تعريفه، من حيث هو منظومة ممنهجة من القضايا الإخبارية. والجدير بالذكر أنه منذ ذلك الحين فصاعدا أيضا، بات العلم أول ما يعلم البشر معنى التخصص. •••
Page inconnue