101

Mafhum al-Hikmah fi al-Da'wah ila Allah Ta'ala fi Daw' al-Kitab wa al-Sunnah

مفهوم الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى في ضوء الكتاب والسنة

Maison d'édition

مطبعة سفير

Lieu d'édition

الرياض

Genres

مخافة السآمة علينا (١).
وقد ثبت عنه ﷺ أنه قال: «يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تُنَفِّروا» (٢).
٢ - ترك الأمر الذي لا ضرر في تركه ولا إثم، اتقاءً للفتنة، فقد يجد الداعية قومًا استقر مجتمعهم وعاداتهم على أشياء لا تخالف الشريعة؛ ولكن فعل غيرها أفضل، فإذا علم الداعية أنه سيحصل فتنة إذا دعا إلى ترك هذا الأمر أو فعله فلا حرج ألا يدعو، فقد ترك النبي ﷺ هدم الكعبة وبناءها على قواعد إبراهيم ﷺ اجتنابًا لفتنة قوم كانوا حديثي عهد بجاهلية، فعن عائشة ﵁ أن النبي ﷺ قال لها: «يا عائشة، لولا أن قومك حديثو عهد بجاهلية لأمرت بالبيت فهدم، فأدخلت فيه ما أخرج منه، وألزقته بالأرض، وجعلت له بابين: بابًا شرقيًّا، وبابًا غربيًّا، فبلغت به أساس إبراهيم» (٣).
وفي رواية: «إن قومك قصرت بهم النفقة»، قلت: فما شأن بابه مرتفعًا؟ قال: «فعل ذلك قومك لِيُدخِلوا من شاءوا، ويمنعوا من

(١) البخاري مع الفتح، كتاب العلم، باب من جعل لأهل العلم أيامًا معلومة، ١/ ١٦٣، (رقم ٧٠).
(٢) البخاري مع الفتح، باب ما كان النبي ﷺ يتخولهم بالموعظة، ١/ ١٦٢، (رقم ٦٩)، ومسلم، كتاب الجهاد، باب الأمر بالتيسير وترك التنفير، ٣/ ١٣٥٨، (رقم ١٧٣٤).
(٣) البخاري مع الفتح، كتاب الحج، باب فضل مكة وبنيانها، ٣/ ٤٣٩، (رقم ١٥٨٦)، ومسلم، في الحج، باب نقض الكعبة وبنائها، ٢/ ٩٦٩، (رقم ١٣٣٣).

1 / 102