Les Clés du Paradis
مفاتيح الجنان
Genres
قالوا : يا أمير المؤمنين وما الذي أعده الله في هذا اليوم للمطيعين له ؟ فروى (عليه السلام) ما كان من أمر الجيش الذي بعثه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الى الكفار فوثب الكفار عليه ليلا وكانت ليلة ظلماء دامسة والمسلمون نيام ولم يك فيهم يقظان سوى زيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة وقتادة بن نعمان وقيس بن عاصم المنقري وكل منهم يقظان في جانب من جوانب العسكر يصلي الصلاة أو يتلو القرآن، وكاد المسلمون أن يهلكوا لانهم في الظلام لا يبصرون أعداءهم ليتقوهم، واذا بأضواء تسطع من أفواه هؤلاء النفر الاربعة تضيء معسكر المسلمين فتورثهم القوة والشجاعة فوضعوا السيوف على الكفار فصاروا بين قتيل أو جريح أو أسير، فلما رجعوا قصوا على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ما كان ، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : ان هذه الانوار قد كانت لما عمله اخوانكم هؤلاء من الاعمال في غرة شعبان، ثم حدثهم بتلك الاعمال واحدا فواحدا الى أن قال : ان ابليس اذا كان اول يوم من شعبان يبث جنوده في أقطار الارض وآفاقها يقول لهم اجتهدوا في اجتذاب بعض عباد الله اليكم في هذا اليوم، وان الله عزوجل يبث ملائكته في أقطار الارض وآفاقها ، يقول لهم : سددوا عبادي وارشدوهم وكلهم يسعد الا من أبى وطغى فانه يصير في حزب ابليس وجنوده، وان الله عزوجل اذا كان اول يوم من شعبان يأمر باب الجنة فتفتح، ويأمر شجرة طوبى فتدني أغصانها من هذه الدنيا، فتعلقوا بها لترفعكم الى الجنة، وهذه أغصان شجرة الزقوم فأياكم واياها لا تؤديكم الى الجحيم.
Page 247