369

============================================================

فير سورة البقرة/303 المتنافرات والممدات للروحانيات والجسمانيات، وذلك ما سمعت في الآخبار: "أسألك باسمك المكتوب على ساق العرش واسمك المكتوب على قرن الشمس" (514) وتلك معاقد العز من العرش، ومبلغ الرحمة من الكتاب، وتلك الأسماء الحسنى والصفات الأعلى والكلمات العلى، ولها مظاهر من العالم الأعلى ومنازل من العالم الأدنى؛ فإن ظهرت بالعرش قيل: (الوخمن على العرش اشتوى)، وإن ظهرت بشخص قيل: "خلق آدم على صورة الرحمن"(515)، وإن نزلت على شخص قيل: (الرخمن علم القرآن) والكل إن سمعته سرك الصافي عبارات عن معنى واحده و(كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب" ربنا لاتزغ قلوبنا بغد إذهديتنا وهب لنا من لدنك رختة إنك أنت الوهاب ).

قوله -جل وعز: قلنا اهبطوامنهاجميعا فإما يأتينكم مني هدي فمن تبع هداي فلاخؤف عليهم ولاهم يحزنون(2) النظم قيل في التفسير : إنما أعيد الأمر بالهبوط للتأكيد ولاعتراض ما اعترض من الكلام الفاصل بين آول الكلام وأخره؛ وقيل: المراد بالهبوط الأول الهبوط من الجنة إلى السماء الدنيا وبالثاني الهبوط من السماء إلى الأرض؛ وقيل: قال في الأول: اهبطوا وحالكما أن يعادي بعضكم بعضا: وقال في الثاني: اهبطوا وحالكم الابتلاء بالتكليف؛ فإما يأتينكم ي هذى: وقيل: الإهباط الأول كان على قهر السخط وإيقاع المعاداة بين ذرية الشيطان وبين عباد الرحمن ليبتلي بعضهم ببعض: والآهباط الثانى على لطف الرضا 11323- وإنزال الهدى والبيان والتوفيق ومنع الخذلان، وكذاك عادة الملوك إذا سخطوا في الأولا ورضوا في الآخر، أنذروا إنذار من لا يرضى، وبشروا بتبشير من لم يسخط، ولله ألطاف في مطاوى التقديرات؛ وإن حال ادم - عليه اللام - في الهبوطين كحال المصطفى -صلوات الله عليه واله - في العروج إلى قاب قوسين إلا أن ذاك قهر وهذا لطف.

ليتهنل

Page 369