164

============================================================

98مفاتيح الأسرار ومصابيح الآبرار وقال أبو جعفر محمد بن علي الباقر -رضوان الله وسلامه عليهما -: "نحن الناس، وشيعتنا أشباه الناس، وسائر الناس نسناس." (401) وقد قال الله -عز وجل-: (ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس) وقال النبي -صلى الله عليه وسلم -: "الناس اثنان عالم ومتعلم وسائر الناس همج لا خير فيهم.") وليس في جميع القرآن اسم من أسماء الله تعالى يضاف إلى أشخاص مخصوصين من الناس إلا بهذه الأسامي الثلاثة: الله، الرب، الملك؛ وهي كما تضاف إلى الخلائق عموما تضاف إلى الناس خصوصا.

وقد ورد في الأخبار أن داود -عليه السلام - سأل الله -عز وجل- أن يقال في الدعاء: "يا إله داود" كما يقال: "يا إله إبراهيم وإسماعيل وإسحق" فلم يجب إلى ذلك؛ فلولا أن فيه سرا خفيا من اللطف والكرامة لما ميز فيه بين شخص وشخص.

م كما تجلى تعالى باسم الربوبية للذرية المأخوذة من بني آدم فقال: (ألشت بريكم)، فأقروا وقالوا: بلى، بلسان الحال أو لسان المقال، كذلك تجلى تعالى باسم الملكية للخليقة لا المحشورة يوم الدين في الآخرة، فقال: (لمن العلك اليؤم) حتى أقروا وقالوا: ولله الواجد القهار ) بلسان الحال أو لسان المقال.

قوله -جل وعز: اياك نعبدواياك نستعين" النحو واللغة قال أهل اللغة: "إيا" اسم مفرد مضمر يتغير أخره كما يتغير أواخر المضمرات؛ وهو موضوع للتخصيص، قال الأخفش: إن الكاف فيه ليست باسم، وإنما هي لدلالة الخطاب عليه، بمنزلة كاف "ذلك" والهاء والياء في "إياه" و"إياي"؛1 وهو اختيار أبي علي الفسوي، وقال: هو اسم مضاف إلى المخاطب، والكاف في محل الخفض بإضافة "إيا" إليه؛ وجملته -139- في محل النصب بوقوع الفعل عليه وهو العبادة والاستعانة. قال صاحب النظم: 1. في الأساس هنا عبارة مكررة زائدة هي: "يمنزلة الكاف في ذلك".

ليتهنل

Page 164