============================================================
166مفاتيح الأسرار ومصابيح الآبرار لأحدت أحدهم الحديث؛ فلا يخرج من عندي حتى يناوله على غير تأويله." (3212 وقد كتب إليه أن قوما من شيعته قالوا: إن الصلاة رجل، والصوم رجل، والزكاة رجل، والحج رجل؛ فمن عرف ذلك الرجل فقد صلى وصام وزكى وحج(313). وكذلك تأولوا المحارم على أشخاص ، فقال: "من كان يدين الله بهذه الصفة التى سألت عنها فهو عندي مشرك1 بين الشرك؛ واعلم أن هؤلاء القوم قوم سمعوا ما لم يقفوا على حقيقته، ولم يعرفوا جدوده؛ فوضعوا حدود تلك الآشياء مقايسة برايهم ومنتهى عقولهم، ولم يضعوها على حدود ما أمروا به تكذيبا وافتراء على الله وعلى رسوله، وجرأة على المعاصي، والله تعالى لم يبعث نبيا يدعو إلى معرفة ليس فيها طاعة، وإنما يقبل الله -عز وجل- العمل من العباد بالفرائض التي فرضها عليهم بعد معرفة من جاء بها من عنده. فأول ذلك معرفة من دعاإليه، وهو الله الذي لا إله إلا هو، وتوحيده، والاقرار بربوبيته ومعرفة الرسول الذي بلغ عنه، وقبول ما جاء به، نم معرفة الأئمة بعد الرسل الذين افترض طاعتهم في كل عصر وزمان على أهله، ثم العمل بما افترض الله -عز وجل- على العباد من الطياعات ظاهرا وباطنا واجتناب3 ما حرم4 الله -عز وجل- عليهم تحريما ظاهرا وباطنا، وإنما حرم الظاهر بالباطن، والباطن بالظاهر معا جميعا، والأصل والفرع كذلك." (314) وروي عن علي -رضي الله عنه- أنه ذكر القرآن فقال: "ظاهره عمل موجوب، وباطنه علم مكتوم محجوب"(15 وعن جعفر بن محمد -عليه السلام -: أن رجلا سأله فقال: من عندنا يقولون في قوله تعالى (فاشألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون): إن الذكر هو التوراة، وأهل الذكر هم علماء اليهود. فقال: "إذأ والله يدعوننا إلى دينهم، بل نحن والله أهل الذكر الذين أمر الله تعالى برد المسألة إلينا) (316)، وكذلك نقل عن علي -رضي الله عنه أنه قال: "نحن أهل الذكر." وروي ان أباذر الغفاري -رضي الله عنه -شهد الموسم بعد وفاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلما احنفل الناس في الطواف وقف بباب الكعبة وأخذ بحلفة الباب ونادى: "أيها الناس!" 2. س: افرضها.
1. س: منترك 3. في الأساس يقرا "اجناب" واجتاب".
4 س: حرام.
ليتهنل
Page 132