L'école de pensée shafi'ite sur le culte et ses preuves

Khalid bin Abdullah Al-Shaqfa d. 1397 AH
9

L'école de pensée shafi'ite sur le culte et ses preuves

مذهب الإمام الشافعي في العبادات وأدلتها

Maison d'édition

دار السلام

Numéro d'édition

الثالثة

Année de publication

1424 AH

Lieu d'édition

القاهرة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد: فإن مؤلف هذا الكتاب هو الشيخ خالد الشقفة رئيس جمعية العلماء في حماة، وحسبك أن تعلم أن أحد أعضاء هذه الجمعية كان الشيخ محمد الحامد لتعرف مكانة هذه الجمعية ومكانة رئيسها الشيخ خالد الشقفة رحمه الله.

لقد كان الشيخ خالد الشقفة رحمه الله إمامًا من أئمة الهدى في سمته، وفي تحقيقاته وفي تمسكه بالكتاب والسنة، وفي فهمه للعصر، وفي أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، فكان من العلماء الأولياء، أو من أولياء العلماء وإنْ أَنسى فلا أنسى أيام استسقى الناس بحماة بعد قحط شديد، وفي آخر أيام الاستسقاء دعا الشيخ رحمه الله وأمَّن الناس فإنساب المطر غزيرًا، والناس لم ينفضوا من بعد، وإن أنسى فلا أنسى يوم صدر دستور في سوريا قطع فيه جذور الشعب السوري عن إسلامه وتراثه، وكان أي احتجاج يومها يعني الإعدام، يوم ذاك أصدرت جمعية العلماء في حماة بيان احتجاج وكان أول الموقعين عليه رئيسها الشيخ وهو يعلم أن الإعدام مصيره ولكن الله سلّم، ولقد قال وهو يوقع سيعيد التاريخ نفسه، فكما حكم الإتحاديون على ثلاثة من علماء حماة بالإعدام فسيحكم الآن على بعض علماء حماة بالإعدام.

لقد كان دأب الشيخ على العلم والتعليم والدعوة عجيبًا في بابه، يسلك لذلك كل طريق، فهو يدرس في المعهد الشرعي في المساجد، وكان كثير الخلطة للناس يزورهم في منازلهم ويجلس في حوانيتهم ويشاركهم أفراحهم وأتراحهم، وكان في ذلك كله معلمًا هاديًا مهديًا، فهو مع إنه إمام في مذهب الشافعية، فقد كان كثير التمسك بالسنة منكرًا للبدعة ذا نزعة سلفية، معتدلاً، تمثل فيه الحديث الشريف - الذي حسنه بعضهم - ((يحمل هذا العلم من كل خلف عُدوله، ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين)) وكان رحمه الله من أبعد الناس نظرًا وأكثرهم حكمة وكان لبق الحديث فصيحه جيده، وإذا تحدث في أي موضوع أُسَرَ لب سامعيه مع أناة ولباقة، يستشعر كل من يجالسه أنه أمام جلال العلم ووقار العلماء، ولئن كان كثيرون من الناس يملأون مكانًا ويصغرون عن مكان، ويملأون أعينًا ويصغرون في أعين فلقد كان رحمه

7