ولم يبلغ بي السخف بطبيعة الحال أن أزعم أن الفنانين في العصور المتمدنة يتفوقون على الفنانين في العصور غير المتمدنة، فالفن قد يزدهر في هذه العصور أو تلك. وقد يستفيد من هذه أو من تلك، وإنا لنشعر أن بعض الفنانين متقدمون في المدنية، مثل فدياس وسوفوكليس، وأريستوفان، ورفائيل، وراسين، وموليير، وبوسان، وملتن، ورن، وجين أوستن، وموزار، وإنا لنشعر أن غير هؤلاء لم يضربوا في المدنية بسهم وافر، مثل مشيدي الكاتدرائيات الغوطية، وفيلون، وشيكسبير، ورمبرانت، وبليك، ووردزورث، وأميلي بروتني، وهويتمان، وتيرنر، وفاجنر، وصانعي الأوثان في الكنغو. إننا لا نستطيع أن نقول: إن إحدى المجموعتين أرقى من الأخرى، والواقع أن الفرق بينهما ليس أساسيا. إنه فرق في الوسائل وليس في الغايات. إن غاية الفن هي بعينها في كل مكان وزمان - هي التعبير الكامل عن حالة معينة من الإحساس الجمالي - أو لعلي أستطيع أن أقول: إنها خلق صورة لها دلالتها. ولا يختلف الفنانون المتمدنون عن الفنانين غير المتمدنين إلا في الوسيلة التي يحققون بها هذه الغاية، أو في موقفهم من المشكلة أو معالجتهم لها. الفن أحد أمرين في هذه الدنيا لهما صفة ذاتية جدا، ومن ثم فإنه لكي نقدر خصائص الفن المتحضر قدرا كاملا، يجب أن ننظر في خصائص الفرد المتحضر، وحيث إنا سنفرد لهذا الفرد فصلا بأسره بعد قليل أرى أن نسمح للفنان المتحضر بانتظار دوره. ويكفيني الآن أن أذكر أنه من الحماقة أن نفترض أن الفنانين المتحضرين أرقى أو أحط من الفنانين غير المتحضرين. وليس أحكم من ذلك أن نقرر أن المدنية تلائم أو لا تلائم نهوض الفنون. ومن المجتمعات الثلاثة المثالية اخترناها، اثنان مبدعان إبداعا استثنائيا، وثالث مبدع إبداعا عاديا. المدنية لا تشجع ولا تثبط، ولكن، لما كانت الأمزجة المختلفة تنتعش في الأجواء المختلفة، فيبدو أن المدنية - على الأرجح - إما مشجعة أو مثبطة لبعض الفنانين المعينين. كم من أمثال ملتن ورفائيل وموزار، ممن لم يرتفع لهم صوت، ولم يجر على اللسان لهم ذكر، ما كانوا ليفقدوا الأمل أو يهملون في جو الفزع والهمجية الذي ساد العصور المظلمة؟ وهل لم يكن من الجائز أن يسحق القرن الثامن عشر - الذي قص جناحي بليك - الأمل المرفرف لعدد من العباقرة ذوي العقول الغوطية، وأن يسخر من فنان مثل فاجنر أو وبستر ولا يقدر البتة فكرة تنادي بالتعبير الذاتي؟
إن النظرية الشائعة التي تقول بأن المدنيات الرفيعة تفرض على الأفراد بالضرورة التشابه والمساواة، هذه النظرية هي ما تقول به عادة النظريات الشائعة: وانظر إلى عهد النهضة تجد الدليل، ومن الواضح - برغم هذا - أن الشخص الشاذ يكون في الوسط الذي يرتقي فيه معيار الثقافة والذكاء أقل ميلا وأبعد احتمالا لتمييز نفسه عن الجموع منه في الوسط الذي ينحط فيه هذا المعيار؛ ومن ثم فربما ظهر الميل إلى التشابه، وهذا خطر من أخطار المدنية، غير أن مجرد نظرة إلى التاريخ تكفي لأن تبين لنا أن هذا الميل إلى التشابه ليس خصيصة من خصائص المدنية. ولكن الخطر قائم على كل حال. وحيث إني أحب الإنصاف، وحيث إني قد أكدت منذ البداية أن المدنية ليست هي المثل الأعلى، فإني أستميحكم العذر في أن أخصص بضع صفحات أحاول فيها أن أبين بالمثال مبلغ هذا الخطر على وجه الدقة. ولنبحث في حالة فرنسا وإنجلترا.
إن الرجل الإنجليزي إذا كان على جانب من الاستعلاء يجب أن يقف على قدميه؛ إذ إنه لا يجد حوله ما يستطيع أن يتفضل بالاستناد إليه.
4
لا بد له أن يشق طريقه الخاص؛ لأن الطرق العامة جميعا تسير خلال أرض كئيبة لا تطاق وتؤدي إلى مناطق مقفرة من الحياة العقلية وإلى قرى الضواحي. إن حياة الرجل الإنجليزي أو المرأة الإنجليزية من ذوي المواهب تأكيد مستمر متواصل لشخصيته أو شخصيتها في وجه ظروف لا تعطف عليه، بل تعاديه معاداة إيجابية. الطفل الإنجليزي الذي يولد بشعور رقيق، أو إحساس خاص بالفنون، أو ذكاء خارق مطلق، يجد نفسه منذ البداية في خصومة مع العالم الذي ينبغي له أن يعيش فيه. فهو لا يفكر في قبول تلك المواضعات القومية التي تعبر عن أحقر ما في مجتمع كريه. وهو منذ البداية لا يتوجه أيام الآحاد الى الكنائس أو المعابد. وربما اختلف الأمر لو كان التوجه الى القداس الكاثوليكي. كما أن المواضعات القومية التي تحدد الحياة العائلية والتي تكاد أن تجعل من المستحيل قيام علاقة وثيقة أو دقيقة، هذه المواضعات لا تثير فيه سوى التشوق إلى الفرار. إنه ربما ينشأ في جو تزدرى فيه كل فكرة لا تؤدي إلى غاية عملية، أو لا تظفر على أحسن تقدير بأكثر من إطراء متكلف. وذلك حينما يشتهر عظيم من العظماء في أوروبا بأسرها برغم المعارضة الشديدة التي يلاقيها، فيكافأ بحق بلقب من الألقاب أو بعمود من أعمدة النعي في صحيفة «التيمس». أما الفنانون فما لم ينجحوا نجاحا تجاريا أو يظفروا باعتراف معرض عام من معارض الصور، فمن المؤكد أن يصبحوا سخرية أسراتهم. وهكذا يثار دائما كل ما لديه من إحساس رقيق، فيحيا حياة شاذة مستوحشة خجلة، و«جون بول» تحت أنفه و«بنش» في زاوية غرفته، حتى يلتحق بمدرسة خاصة، وعندئذ إما أن تحطم روحه الألعاب الإجبارية وتقاليد أرنولد أو أن تجعل منه ثائرا مدى الحياة.
إن أي شاب إنجليزي موهوب جدا، صلب الرأي في معارضته العنيفة لأكثر ما يحيط به، يحتمل أن يزداد تنبهه إلى نفسه وإلى عزلته. في حين أن زميله الفرنسي يمحو شذوذه برفق عن طريق اتصال ميسر، وهو يزداد إحساسا يوما بعد يوم بتماسكه مع شركائه في سر عجيب جليل. إن فرنسا - في الواقع - ما زالت لها مدنية. أما الفتى الإنجليزي فهو يزداد إحساسا بفرديته. يزداد شذوذا يوما بعد يوم، كما يزداد حبا في المغامرة، وتزداد شخصيته وضوحا إنه يقصم كل روابط العرف في يسر وسهولة، ويتعلم أن يعتمد على نفسه اعتمادا كليا، فلا يثق إلا في تقديره الخاص لما هو خير وما هو حق أو جميل. هذا التقدير الشخصي هو كل ما يتعقبه. وفي غضون تعقبه لا يلتقي بعقبة من العرف يحتاج لحظة واحدة إلى التردد في هدمها. المدنية الإنجليزية، أو ما يسمى بالمدنية الإنجليزية، متكلفة منافقة، أبعد ما تكون عن التهذيب، وهي في أعماقها وحشية، حتى إن كل إنجليزي من ذوي المواهب يصبح حتما من الخارجين على العرف والقانون. إنه ينمو برفض ما يحيط به، وتترعرع شخصيته، لا يراعي عرفا ولا يتمسك به، ولا يعوقه كثيرا - وهذه نقطة هامة أيضا - عسف الحكومة وتعقبها له. لأن الرجل الإنجليزي - حتى بداية الحرب على الأقل - الذي كان يجرؤ على تحدي العرف كان أقل من الفرنسي خشية من القوانين. من أجل هذا كله، كانت إنجلترا بلدا لا يسر العيش فيه رجلا لديه إحساس بالجمال أو بالفكاهة، أو يتذوق الملذات الاجتماعية، أو ذو حس رقيق. ومن ناحية أخرى لدينا تلك الفردية العظيمة التي لا تحد، وذلك الاستقلال، الذي مكن لبعض أفراد من الإنجليز ذوي العبقريات أن يبدعوا أعظم أدب في التاريخ بأسره، وينشئوا أكثر الأفكار الحديثة ابتكارا وعمقا وجرأة.
وإذا كان التشاجر لا يتم إلا بين اثنين، فكذلك التبادل لا يتم إلا بين اثنين، وحتى إذا كان خير الفرنسيين يرغب في الاتفاق مع المجتمع، فلا بد أن يكون ذلك لأن المجتمع لديه ما يقدمه لهم مما يستحق القبول، وما عند المجتمع الفرنسي للتقديم هو المدنية الفرنسية. العرف قيد للفكر والشعور والعمل. ولما كان كذلك، فهو عدو الابتكار والشخصية، ومن ثم كان مقيتا عند الرجال ذوي المواهب الممتازة في الابتكار أو الشخصية؛ غير أن العرف الفرنسي يسوده جو بهيج من التحرر، وتقدم فرنسا لأولئك الذين يتقيدون به المشاركة في أقرب المدنيات الحديثة إلى الكمال، وهي رشوة مغرية. كما أن جرعة الدواء نفسها مشوبة بالحلاوة بدرجة مقبولة. تقول التقاليد الفرنسية: هكذا تشعر، وهكذا تفكر، وهكذا تعمل، وليس ذلك لأسباب خلقية، وأبعد من ذلك أن يكون لأسباب نفعية، إنما هو لأسباب جمالية. ألزم القاعدة، لا لأنها صواب أو لأنها نافعة، ولكن لأنها لائقة - بل جميلة. إننا لا نقول لك كن محترما، وإنما ندعوك ألا تكون فظا غليظا. إننا نقدم لك بغير مقابل علامة لها قدرها في أنحاء العالم بأسره. كم من أجنبي يود لو يقدم عينيه لقاء أن يقال له أو لها: «كم أنت - أو أنت - فرنسية!».
وعند ذكر ما ينجم عن احترام الفرنسيين هذا للقاعدة، يجب علينا أن نسجل ما له من مزايا وما عليه من مثالب. إن ما فقدته فرنسا في اللون ربحته في الخصوبة، وإذا سجلنا قائمة عالمية للشرف للتفوق العقلي والفني وجدنا عدد الأسماء الفرنسية يزيد كثيرا عما يتناسب مع مساحة البلاد ومقدار ثروتها. ثم إن هذا الأساس من التقاليد هو الذي رفع الثقافة الفرنسية إلى مستوى الامتياز. إن فرنسا لم تكن قط بغير معايير. ومن ثم تطلعت بقية القارة الأوروبية إلى فرنسا دائما تلتمس مقياسا للتفكير الدقيق، والحس الرقيق، وما يستمتع به الناس كافة من ملذات. ولولا العرف الفرنسي لكان بقاء فرنسا هذا الأمد الطويل مركزا للمدنية أمرا مشكوكا فيه. بيد أنه من الحق - من ناحية أخرى - أن الصورة التي يعرضها التاريخ الفرنسي لا يظهر فيها نسبيا إلا القليل من الأعمال الضخمة أو الشخصيات الهائلة. وليس من شك في أن فرنسا كانت شحيحة في هذه الشخصيات. وقد كان أكثر العظماء - وكثير من الطبقة الثانية - من الكتاب والمفكرين والفنانين الإنجليز «شخصيات» عظيمة، في حين أن الحياة الأدبية والفنية في فرنسا كانت تتسم بإدراك صحيح وتهذيب مشوب بشيء من الملل الخفيف، ولا يشذ عن ذلك سوى القليل من الشخصيات الضخمة المدهشة. ولست أشك في أن بعض الفرنسيين يولدون بموهبة تبشر بالقدرة على الابتكار العظيم، ولكنهم لا ينجحون البتة في أن يحيوا حياتهم أو يعبروا عن أنفسهم تعبيرا كاملا؛ لأن التقاليد الفرنسية تستميلهم إلى قبول العرف واتباع القاعدة. وسرعان ما تقفز إلى ألسنة الفرنسيين من ذوي المواهب العقلية والمتفوقين في الثقافة عبارات مثل هذه «ذلك هو العرف» أو «هذا غير مقبول»، وذلك لأنهم لم يرغموا قط، كزملائهم الإنجليز، على أن يفكروا ويشعروا ويشقوا لأنفسهم طريقا محتملين في سبيل ذلك أن يقضوا حياتهم محبوسين - كالمذنبين من أهل الصين - في صندوق لا يستطيعون فيه أن يرقدوا أو يجلسوا أو يقفوا أو يميلوا أو يرتعوا أو يفعلوا أي شيء آخر سوى أن يتمرغوا؛ ولذا فإني أقر بأن الموهوبين من الشبان الفرنسيين يقبلون العرف وقواعد الحياة؛ لأن هذا العرف وتلك القواعد ليست - في فرنسا - مخيفة أو فظيعة بدرجة كبرى، وهي ليست كذلك - في يقيني - لأنها بقايا تقاليد متمدنة، أما ما لست أقره فهو أن يكون ذلك من عيوب المدنية الكبرى.
وإذا انتقلنا من فرنسا الحديثة وتدبرنا عصر اليونان العظيم وجدنا أنه لا يقل في خصوبته عن إنجلترا في القرن السابع عشر في الشخصيات الحية المبتكرة، وكذلك لم تكن إيطاليا لعهد النهضة مثلا واضحا لاتباع القواعد الخلقية والعقلية. وإذا كانت فرنسا - التي كانت خلال الثلاثمائة سنة الأخيرة - أرقى أقطار أوروبا مدنية تبهرنا بالوفرة في العقول الممتازة وانتشار الثقافة أكثر مما تبهرنا بالعقول النابغة والشخصيات الباهرة، فربما كان مرد ذلك إلى مزاج الجنس وإلى غير ذلك من الأسباب. ومن المحتمل ألا تكون زيادة المدنية في فرنسا سببا في تخلفها في هذا الاتجاه أقوى من أن نقص المدنية في إنجلترا كان سببا في تفوقها فيه. فالهمجية لا تحث من تلقاء نفسها على ظهور العبقرية وقوة الشخصية والاتجاه نحو التعبير الذاتي في اللغة. ولكن إنجلترا - حتى ذلك الحين - شجعت صفة من الصفات ربما كانت هي أقوى الأسباب في ذلك، وتلك هي احترام الحياة الخاصة احتراما يفوق كثيرا ما كان يتمتع به الناس في أقطار القارة الأوروبية. إن الرجل الإنجليزي الشاذ، أو النابغ، أو العبقري، الذي يقذف به الجو السائد إلى الكهوف والأركان المنزوية، كان في تلك الكهوف والأركان يجد مجالا للبقاء والتطور إلى أي حد يريد. ومن هنا كان اشتهار إنجلترا كدار لاحتضان روح الابتكار والشخصيات الفذة، ومن هنا كان حقها في أن تكون بعيدة الصيت في هذا الاتجاه، ولا تزال إنجلترا تشتهر بذلك، ولكنها ربما لا تكتسب هذه الشهرة بعد هذا، فهناك حركة تميل إلى الغض منها؛ لأن الاعتراف بالشذوذ خاصية أرستقراطية، وعلى الإنجليز أن يتعلموا اتباع القواعد، وعليهم وجوب التطور بحكمة في أخاديد مرسومة. وقد باتت الطاعة والخضوع والانصياع أكثر قبولا في إنجلترا منذ أن قبلت الخدمة الإجبارية مستخفة في ذلك بتقاليدها القديمة. ومن المحتمل - إذا ما بلغ حاملو تذاكر الاشتراك من ناحية، ونقابات العمال من ناحية أخرى، أقصى آثارهم السيئة - أن تفقد إنجلترا - خلال بضعة عقود من السنين - من فوق هامتها العباقرة، والشخصيات، وروح الابتكار، فتبدو عارية في همجيتها المعهودة، وأن تصبح موضع السخرية والازدراء في العالم طرا. إنها بذلك تستبعد فرديتها، دون أن ترتفع في سلم المدنية.
إن من يملك الإحساس بالقيم لا يمكن أن يكون من السوقة؛ إنه يقدر الفن والفكر والمعرفة من أجل ذاتها لا من أجل احتمال نفعها، وحينما أقول من أجل ذاتها أقصد بطبيعة الحال أن تكون وسائل مباشرة لحالات عقلية طيبة هي وحدها الغايات الطيبة. فإن أحدا لا يتصور اليوم أن قطعة فنية ملقاة في جزيرة غير مأهولة لها قيمة مطلقة، أو يشك في أن قيمتها الحقيقية تنحصر في أنها تستطيع في أية لحظة أن تصبح وسيلة لحالة عقلية تتفوق في امتيازها. ولما كانت الأعمال الفنية وسائل مباشرة لمتعة جمالية فهي وسائل مباشرة للخير. والبحث وراء الحقائق العلمية والفلسفية وإدراكها، بحثا وإدراكا مجردا عن الغرض، هذا البحث وذلك الإدراك يمكن اعتبارهما كذلك وسائل مباشرة للخير؛ لأنهما يثيران حالات عقلية مشابهة تتصف بعمق الشعور. بيد أن قيمة المعرفة تختلف عن ذلك. فالمعرفة ليست وسيلة مباشرة للخير، وعملها بعيد عن هذا المحيط. فالمعرفة الدقيقة بتواريخ ملوك إنجلترا وملكاتها لا تستثير النشوة في أحد. المعرفة غذاء له قيمة كامنة لا حد لها، ويجب أن يتمثلها العقل والخيال قبل أن تكون لها قيمة إيجابية. ولن تصبح المعرفة وسيلة مباشرة لحالات عقلية طيبة إلا بعد تمثلها. إلا أنه بغير هذا الغذاء يميل العقل والخيال كلاهما إلى الضمور والالتواء، بل يتعرضان لخطر القحط المميت.
Page inconnue