وكم مسعد لي في الهوى ومعين
ورقت دموع العين حتى كأنها
دموع دموعي لا دموع جفوني
عذر أرباب الدموع
لا تعذل المشتاق في أشواقه
حتى يكون حشاك في أحشائه
إن القتيل مبللا بدموعه
مثل القتيل مضرجا بدمائه
نذكر هنا ما يعتذر به الباكون عن بكائهم، وما يحتجون به لدى عذالهم. وهو نوع من الإفصاح عن موجب الدمع، وداعي البكاء. والشعراء فيه رجلان: رجل غلبه الحب، وقهرته الصبابة، فباح بمكنون سره، ومكتوم حبه. ورجل تخوف الرقباء، وتهيب العذال، فأخذ يختلق العلل، وينتحل الأسباب، دفعا لكيد الواشين، ودرءا لعذل اللائمين ... فمن الأول قول البحتري:
سارت مقدمة الدموع وخلفت
Page inconnue