Les éloges prophétiques dans la littérature arabe
المدائح النبوية في الأدب العربي
Genres
قد قنعوك قناع الخزي والعار
18
وحمله غرامه بالهجاء على التفوق في علم الأنساب، فإنه لا شيء أخطر في الخصومات من معرفة قديم المثالب حين تضطرم نار السباب، ويظهر أن الكميت كان عفى على الأولين من النسابين، فقد نقل ياقوت أن ابن عبدة النساب قال: «ما عرف النساب أنساب العرب على حقيقة حتى قال الكميت النزاريات فأظهر بها علما كثيرا، ولقد نظرت في شعره فما رأيت أحدا أعلم منه بالعرب وأيامها.»
19
وفي الأغاني أن الكميت وحمادا الراوية اجتمعا في مسجد الكوفة فتذاكرا أشعار العرب وأيامها، فخالفه حماد في شيء ونازعه، فقال الكميت: أتظن أنك أعلم مني بأيام العرب وأشعارها؟ قال: ما هو إلا الظن؟ هذا والله اليقين! فغضب الكميت ثم قال: لكم شاعر بصير يقال له عمرو بن فلان تروي؟ ولكم شاعر أعور أو أعمى اسمه فلان بن عمرو تروي؟ فقال حماد قولا غير مقنع، فجعل الكميت يذكر رجلا رجلا من صنف صنف، ويسأل حمادا هل يعرفه؟ فإذا قال لا، أنشده من شعره جزءا جزءا حتى ضجر السامعون، ثم قال له الكميت: فإني سائلك عن شيء من الشعر، فسأل عن قول يزيد بن طعمة الخطمي:
طرحوا أصحابهم في ورطة
قذفك المقلة شطر المعترك
فلم يعلم حماد تفسيره، فسأله عن قول الآخر:
تدريننا بالقول حتى كأنما
تدرين ولدانا تصيد الرهادنا
Page inconnue