Connaissance des dignes parmi les hommes de science et de la tradition et des faibles, leurs doctrines et leurs nouvelles

Al-Iğlī d. 261 AH
2

Connaissance des dignes parmi les hommes de science et de la tradition et des faibles, leurs doctrines et leurs nouvelles

معرفة الثقات من رجال أهل العلم والحديث و¶ من الضعفاء وذكر مذاهبهم وأخبارهم

Maison d'édition

دار الباز

Numéro d'édition

الطبعة الأولى ١٤٠٥هـ

Année de publication

١٩٨٤م

وقال عبد الله بن عمرو بن العاص في الخبر الذي رواه مسلم في أول صحيحه "١: ١٢": إن الشيطان ليتمثل في صورة الرجل، فيأتي القوم فيحدثهم بالحديث من الكذب، فيتفرقون، فيقول الرجل منهم: سمعت رجلًا أعرف وجهه، ولا أدري ما اسمه، يحدث. ثم أردف قائلًا: إن في البحر شياطين مسجونة أوثقها سليمان، يوشك أن تخرج فتقرأ على الناس قرآنًا. وجاء بشير بن كعب إلى ابن عباس ﵁ فجعل يحدثه. فقال له ابن عباس: عد لحديث كذا وكذا، فعاد له، ثم حدثه، فقال له: عد لحديث كذا وكذا، فعاد له، فقال له: ما أدري، أعرفت حديثي كله وأنكرت هذا؟ أم أنكرت حديثي كله وعرفت هذا؟ فقال له ابن عباس: إنا كنا نحدث عن رسول الله ﷺ إذ لم يكن يُكذب عليه، فلما ركب الناس الصعب والذلول، تركنا الحديث عنه. وقال عبد الله بن عباس ﵁ إنما كنا نحفظ الحديث. والحديث يُحفظ عن رسول الله ﷺ، فأما إذ ركبتم كل صعب وذلول فهيهات. وقال مجاهد: جاء بشير العدوي إلى ابن عباس، فجعل يحدث ويقول: قال رسول الله ﷺ، فجعل ابن عباس لا يأذن لحديثه ولا ينظر إليه. فقال: يابن عباس! ما لي لا أراك تسمع لحديثي؟ أحدثك عن رسول الله ﷺ ولا تسمع. فقال ابن عباس: إنا كنا مرة إذا سمعنا رجلًا يقول: قال رسول الله ﷺ ابتدرته أبصارنا، وأصغينا إليه بآذاننا، فلما ركب الناس الصعب والذلول، لم نأخذ من الناس إلا ما نعرف.

1 / 4